نائب أوروبي: هكذا فقط بإمكاننا الكشف عن حقيقة مقتل ريجيني بمصر

يفيد تقرير نشرته صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية أن نائبا بالاتحاد الأوروبي طلب من بروكسل مناصرة روما في سعيها للكشف عن حقيقة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في مصر.

ووجه عضو البرلمان الأوروبي جوليانو بيزابيا، طلبا رسميا لسفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، دعاه فيه إلى التدخل الفوري لدى القاهرة لوقف عمليات الخطف والاعتقالات التعسفية والتعذيب لأعضاء المفوضية المصرية للحقوق والحريات، الذين ناضلوا من أجل الكشف عن حقيقة اختطاف وتعذيب وقتل الباحث ريجيني في 2016.

ويضيف التقرير أن رئيس بلدية ميلانو السابق بيزابيا تقدم باستجواب برلماني لنائب رئيس المفوضية الأوروبية والمفوض الأعلى للسياسات الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل للمثول سريعا أمام البرلمان الأوروبي وإحاطته علما بشأن انتهاج السلطات المصرية لممارسة الاختفاءات القسرية والاعتقالات التعسفية.

ولفتت الصحيفة الإيطالية إلى أن البرلمان الأوروبي كان قد وافق في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي على قرار إضافي ينص أيضا على فرض عقوبات على مصر. وبهذا الخصوص قال عضو لجنة الشؤون الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي بيزابيا "لقد كان القرار جيدا لكنه ليس كافيا، حيث يتعيّن على الاتحاد الأوروبي أن يُسمع صوته بقوة إلى جانب إيطاليا في المطالبة بالكشف عن هوية المسؤولين عن مقتل ريجيني".

قلق أوروبي
وبهذا الخصوص أعرب بيزابيا في الرسالة التي وجهها مع مجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي لسفير الاتحاد الأوروبي في مصر إيفان سوركوس عن "قلق الاتحاد الأوروبي الشديد تجاه التصعيد الحديث للغاية للاضطهاد والاعتقالات والعنف الذي يمارسه النظام المصري بحق الناشطين والناشطات في مجال حقوق الإنسان".

وأشار أعضاء البرلمان في رسالتهم إلى اسمين على وجه التحديد وهم إبراهيم عز الدين الذي يقبع في السجون المصرية منذ نحو 70 يوما، وأحمد عبد الفتاح الذي اعتقل في 10 ديسمبر/كانون الأول 2018.

وبخصوص الناشطين المصريين سالفي الذكر، قال النائب بيزابيا لصحيفة كورييري ديلا سيرا "نحن نطالب بالإفراج الفوري عنهما ومعاقبة جميع المسؤولين عن تعذيبهما".

وأضاف "إن العنف والتعذيب الذي تعرض له عز الدين وعبد الفتاح يجب أن يهمنا كإيطاليين لأن كليهما يدفعان الآن ثمن نضالهما من أجل إماطة اللثام عن جريمة قتل ريجيني".

كونتي والسيسي
من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الخميس رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصف خلالها كونتي إعادة إطلاق التعاون القضائي بين البلدين بالأمر "المُلح".

ورأت أن التعاون القضائي بين روما والقاهرة قد وصل إلى طريق مسدود منذ أشهر، مضيفة أنها سألت بيزابيا عن كيفية كسر ذلك الجمود، فأجاب أنه يعتقد أن الحكومات الإيطالية المتعاقبة لم تواصل الضغوطات اللازمة على النظام المصري، وأنه رغم استمرار المطالبة بالكشف عن الحقيقة، لكن دون نتائج ملموسة.

وأضاف بيزابيا أنه لا أحد ينكر أن مصر تعتبر شريكا تجاريا مهما بالنسبة لأوروبا، لكن احترام حقوق الإنسان يجب أن يأتي قبل أي عمل تجاري، وبما أن السلطات المصرية تظاهرت بالتعاون مع روما خلال السنوات الماضية، فإنه يتوجب على إيطاليا أن تُشرك الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد في هذه القضية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإيطالية