نيويورك تايمز: ما الذي يمكن أن يعلّمه مسلم لمؤيدي ترامب عن المسيح؟

Actors dressed up as Mary, Joseph and the baby Jesus to replicate the nativity scene walk past Capitol Hill during a event organized by the religious group
علي: كيف يتأتى لمؤيدي ترامب تجاهل قيمة الحب بالمسيحية ليستعيضوا عنها بالعداء للمهاجرين الذي يتبناه الرئيس (غيتي)

قال كاتب أميركي مسلم -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز- إن المسيحية ليست الدين الوحيد الذي اتخذه بعض أتباعه مطية لتحقيق مآرب سياسية، فكل الديانات الأخرى أُسيء استغلالها.

لكن ما هو فوق الاحتمال -برأي الكاتب والمحامي وجاهة علي- ذلك "النفاق" المتمثل في تأييد المسيحيين الإنجيليين البيض للرئيس الأميركي دونالد ترامب في "قسوته ولا مبالاته التي لا سبيل لإنكارها" إزاء اللاجئين، وضحايا حرائق غابات كاليفورنيا، ومقتل الصحفي جمال خاشقجي بواسطة السلطات السعودية.

موجة كراهية
ورغم موجة الكراهية هذه، لا يزال زعماء إنجليكانيون من أمثال فرانكلين غراهام يؤيدون ترامب ظنا منهم أنه "يدافع عن العقيدة" المسيحية، على حد تعبير علي.

ويعتبر غراهام من أبرز المؤيدين لترامب حتى أنه طاف أرجاء كاليفورنيا عشرة أيام هذا الصيف ليحث المسيحيين على التصويت بانتخابات الكونغرس النصفية من أجل التصدي لما سماها السياسة التقدمية التي تنتهجها الولاية.

وحرص الكاتب على استهلال مقاله بالتذكير بأنه تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة كاثوليكية بمدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، حيث جرى تلقينه تعاليم وشعائر الدين المسيحي رغم كونه مسلما.

الإسلام يحتفي بالمسيح
وقال إنه بعد أن شب عن الطوق عرف أن الإسلام يحتفى بالمسيح عيسى عليه السلام باعتباره نبيا، ومبعوثا رحمة للعالمين، وروح الله الذي أنجبته أمه السيدة مريم دون أن يمسسها بشر.

وأضاف أن المسلمين -شأن المسيحيين- يؤمنون بعودة عيسى إلى الأرض مجددا ليقتل المسيح الدجال، ويملأ الأرض عدلا وسلاما.

غير أن كاتب المقال يقر بأنه شخصيا لا يحتفل بعيد الميلاد (الكريسماس) ومع ذلك فإن هذه المناسبة تدعوه دائما للتفكر في ميراث الحب الذي خلفه المسيح.

مسيحيون يتجاهلون الحب
ومع احتفال هذا العام بعيد ميلاد المسيح، فإن علي لا يستطيع -كما يقول- أن يفهم كيف يتأتى لمؤيدي ترامب من المسيحيين تجاهل قيمة الحب غير المشروط ليستعيضوا عنها بالعداء للمهاجرين والخوف والولاء لمقدم برامج تلفزيون الواقع الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة.

ووفق استطلاع رأي لصحيفة واشنطن بوست وشبكة "أي بي سي" الإخبارية في يناير/كانون الثاني الماضي، أيد 75% من الإنجليكانيين في الولايات المتحدة إجراءات الحكومة الاتحادية ضد المهاجرين غير النظاميين واعتبروها إيجابية.

ويعتقد 86% من هؤلاء أن أميركا لا تتحمل مسؤولية إيواء اللاجئين، بحسب استطلاع لمركز بيو للأبحاث في أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين، كما ورد بالمقال.

لا يهتم بالجوعى
وفي إشارة لمواقف ترامب التي تتناقض مع تعاليم المسيح عيسى بن مريم، أشار الكاتب إلى أن الرئيس أبدى حماسة للقضاء على برنامج المساعدات الغذائية التكميلية الذي يُعد أهم مبادرة لمحاربة الجوع بالولايات المتحدة.

وجاء القضاء على البرنامج بعد أن أضيفت إليه مزيد من الشروط "غير الضرورية والقاسية" التي يتعين على المستحقين لقسائم الطعام استيفاءها.

ولم يقتصر تناقض ترامب مع تعاليم المسيح على هذا الحد -كما يقول الكاتب- بل شمل كذلك هجوما شرسا شنه وأعضاء حزبه الجمهوري على برنامج الرعاية الصحية الذي أطلقه سلفه باراك أوباما والمعروف اصطلاحا باسم (أوباما كير).

ويعرب الكاتب عن أمله في أن يهتدي المسيحيون الداعمون لترامب إلى فضيلة الرحمة والشفقة تجاه الذين يعانون الأمرّين في حياتهم على النحو الذي ترشدهم إليها أناجيلهم.

المصدر : نيويورك تايمز