أتلانتيك كاونسل: رصد لأبرز المخاطر التي ستواجه العالم عام 2019

TOKYO, JAPAN - JANUARY 28: Participants use laptop computers as they take part in the Seccon 2016 final competition on January 28, 2017 in Tokyo, Japan. 24 teams from Japan, the US, China, Taiwan, South Korea, Russia, Poland, Switzerland and France competed their skills for cyber securities at the final round of the international cyber security contest in Tokyo. (Photo by Tomohiro Ohsumi/Getty Images)
يتوقع أن يشهد العام 2019 عمليات ابتزاز وجرائم سيبرانية (غيتي)

يرى موقع أتلانتيك كاونسل الأميركي أن سنة 2018 كانت مليئة بالتحديات الكبرى على الصعيد العالمي. ويضيف أن المراقبين يتوقعون أن يكون عام 2019 أكثر تعقيدا، نظرا لتراكم القضايا الشائكة والمتشعبة في ظل تعقد الوضع السياسي والاقتصادي في العديد من دول العالم، إضافة إلى الوضع المناخي الخطير الذي يواجهه كوكب الأرض.

وتطرق كل من روبرت مانينغ وماثيو بوروز في مقالهما الذي نُشر على الموقع، إلى أهم المخاطر التي من المنتظر أن يواجهها العالم السنة القادمة. وفيما يلي ملخص لها:

1. تحقيق مولر يعجل باندلاع أزمة
يرى الكاتبان أنه إذا ثبتت صحة التهم الواردة في تحقيق روبرت مولر إزاء مزاعم تدخل روسيا في حملة ترامب الانتخابية خلال عام 2016، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيواجه خطر تهم رسمية، لاسيما في ظل تزايد نفوذ الديمقراطيين في مجلس النواب. وقد يؤدي التوصل إلى أدلة قاطعة في هذه القضية إلى إحداث انقسام في صفوف الحزب الجمهوري، إضافة إلى أن مساءلة ترامب قد تتسبب في أزمة داخلية في الولايات المتحدة.

2. تجذر حرب الرسوم الجمركية التي يشنها ترامب
أورد الموقع أن من المنتظر أن تفشل الهدنة الحالية بين الولايات المتحدة والصين. وأن إدارة ترامب سترفع من الرسوم الجمركية على جميع السلع الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة إلى 25%، الأمر الذي يلحق ضررا بالصناعة الصينية، وسيؤدي إلى تراجع الاقتصاد الصيني. ومن المحتمل أن تكون له تبعات على المدى الطويل، حيث قد تؤدي إلى اندلاع أزمة اقتصادية ومالية عالمية.

3.عدم التوصل لصفقة انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وتصاعد الحركة الشعبوية
أضاف الموقع أن صفقة انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي أضرت باقتصاد المملكة المتحدة. ويمكن أن يسبب عدم التوصل إلى اتفاق في حالة من الذعر بين صفوف الشركات والمستهلكين، إضافة إلى احتمال الإطاحة بحكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي. من جهة أخرى، سيستغل اليمين المتطرف هذا الوضع في الانتخابات البرلمانية القادمة للاتحاد الأوروبي، خاصة في أعقاب حركة "السترات الصفراء" التي انتشرت بشكل كبير في فرنسا، والتي من المرجح أن تكون ضربة قاسية لكل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والعديد من القادة الأوروبيين.

‪القادة الكوريون الشماليون كانوا يقابلون ردود الفعل الدولية على اختبارات الصواريخ البالسيتة بالابتسامات‬  (رويترز)
‪القادة الكوريون الشماليون كانوا يقابلون ردود الفعل الدولية على اختبارات الصواريخ البالسيتة بالابتسامات‬  (رويترز)

4. تجدد التوتر والتهديد بشن عمليات عسكرية في شبه الجزيرة الكورية
على الرغم من تحديد موعد قمة ثانية تنعقد بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال فبراير/شباط القادم، فإن بيونغ يانغ سترفض نزع سلاحها النووي أو الإعلان عن جرد كامل لمنشآتها النووية والمواد الانشطارية التي تملكها. وهذا الوضع سيؤدي إلى إعاقة المفاوضات مع الولايات المتحدة. ويضيف الموقع أنه لا توجد في الوقت الراهن أدلة تشير إلى أن كوريا الشمالية قد تغير موقفها.

من جهة أخرى، سيضغط الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي على إدارة ترامب للحصول على دليل على وجود تقدم في المفاوضات مع كوريا الشمالية. وأنه تبعا لذلك، فسيدرك ترامب أن كيم قد تلاعب به، وسيعود إلى خطاباته النارية ضد الزعيم الكوري.

ومن هذا المنطلق، من المحتمل أن يجبر ترامب كوريا الجنوبية على مضاعفة دعم الدولة المضيفة للقوات الأميركية (تدفع سول 50% من تكلفة وجود القوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية)، مما سيثير غضب هذه البلاد التي سيرفض برلمانها دفع هذه التكاليف المتزايدة. ومن المرجح أن تسعى إدارة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن -وذلك بدعم من الصين وروسيا- إلى المضي قدماً في جهودها لتحقيق المصالحة والتعاون الاقتصادي بين دولتي الشمال والجنوب، مما سيتسبب في حصول شرخ كبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

ويضيف الموقع أن من المحتمل أيضا أن تواصل بكين تخفيف تطبيق العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، مما سيجعل ترامب يلجأ إلى فرض عقوبات على البنوك الصينية، فضلا عن ذلك سيزيد من قيمة الرسوم الجمركية على السيارات الكورية بنسبة 25%.

5. تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي
يقول الموقع إن صندوق النقد الدولي يتوقع أن يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤا في نسق النمو، حيث من المرجح أن يتراجع النمو الذي حققته الولايات المتحدة بسبب التخفيض في قيمة الضرائب. وفضلا عن ذلك، سيتراجع نمو الاقتصاد الصيني بسبب زيادة التعريفات الجمركية. كما سيؤدي الوضع المتأزم للديون التي بذمة الصين إلى تراجع حاد في نموها الاقتصادي. وقد ينعكس التدهور الاقتصادي، على المدى الطويل، على الوضع السياسي في البلاد. 

‪إيران أجرت اختبارات على إطلاق صواريخ بالسيتة في أكثر من مناسبة‬ (رويترز)
‪إيران أجرت اختبارات على إطلاق صواريخ بالسيتة في أكثر من مناسبة‬ (رويترز)

6. تعمّق الصراعات في الشرق الأوسط
ويضيف الكاتبان أن هناك احتمالا لفشل الجهود الأوروبية في إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بسبب خوف الشركات الأوروبية من العقوبات الأميركية في حال انخراطها في أي أعمال في إيران، في حين سيعزز انهيار الاتفاق حضور المتشددين الإيرانيين. على صعيد آخر، يبدو أن سنة 2019 ستكون شاهدة على مواجهة عسكرية محتملة بين المملكة السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة وبين إيران وحلفائها من جهة أخرى، إلا أن مثل هذه المواجهات، التي لن تكون قابلة للاحتواء، ستتسبب في ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة.

7. أزمة الهجرة في أوروبا وأميركا اللاتينية
ويضيف الموقع أن أي أزمة جديدة في ليبيا قد تساهم في موجة هجرة نحو أوروبا، في الوقت الذي أشعل فيه الاقتصاد والبنية التحتية المنهارة في فنزويلا موجة هجرة نحو كولومبيا والبرازيل وسورينام وترينيداد وتوباغو وسانت فينسنت وجزر الغرينادين، مسببة بذلك عجزا اقتصاديا في بعض من هذه الدول.

فضلا عن ذلك، قد تطلب منظمة الدول الأميركية من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تعديل الفصل السابع حتى تتمكن من التدخل عسكريا مع إعلانها عن أن كراكاس تشكل تهديدا للسلام ما لم يتخل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن السلطة.

في الأثناء، سيفشل ترامب مرة أخرى في بناء "جداره" على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، لكنه سيحرص في المقابل على تشديد حراسة الحدود من خلال المراقبة التكنولوجية.

8. الأزمة الإلكترونية
ويرى الكاتبان أن الإطلاق الأولي لإنترنت الأشياء مع جيل الاتصالات الخامس (5G) سيسبب موجة من الجرائم السيبرانية وعمليات الابتزاز، وهو ما سيكشف عن نقاط الضعف الجديدة للشبكات الذكية والتصنيع الذكي.

كما قد يدفع الاختراق المستمر للبيانات على فيسبوك وأمازون، الكونغرس إلى إصدار قوانين تنص على إغلاقها، مما يعني أن كلا من واتساب وإنستغرام وغيرهما من الشركات قد تحظى باستقلاليتها التامة. في السياق ذاته، يمكن أن ينطلق "مشروع مانهاتن" الذي يهتم بالأمن السيبراني، لتطوير التشفير الكمومي من أجل تأمين وحماية شبكات الإنترنت من الهجمات الإلكترونية.

9. التسابق نحو التسلح النووي
ويشير الكاتبان إلى أن قرار إدارة ترامب بالانسحاب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى سيتبعه قرار بعدم تجديد معاهدة ستارت الجديدة، التي تنتهي في فبراير/شباط 2021، كما ستنطلق الولايات المتحدة في بناء أسلحة نووية تكتيكية منخفضة المدى وتوسيع ترسانتها، في الوقت الذي تعزز فيه الصين ترسانتها بالصواريخ البالستية العابرة للقارات والمحمولة (أي سي بي أم).

وتتسابق كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند من أجل إطلاق سيارات تفوق سرعة الصوت. علاوة على ذلك، تواجه معاهدة "الحد من انتشار الأسلحة النووية" ضغوطا متزايدة في مواجهة الدول الأخرى الموقعة على قرار "عدم الامتثال" مثل الولايات المتحدة وغيرها من الدول النووية الرافضة لتخليها عن التسلح.

من جانبها، توصلت السعودية إلى اتفاق سري مع باكستان لنشر فرقة لواء نووية باكستانية في السعودية في كنف السرية، والتي ستكون مفيدة في ظل نمو المواجهة بين المملكة وإيران.

10. ترامب يستهدف اليابان
ويشير الموقع إلى أنه في الآونة الأخيرة، فقد بات ترامب يطالب اليابان بتخصيص المزيد من الدعم للدفاع العسكري وتحسين قطاع الزراعة وغيرها من التنازلات من أجل الحفاظ على اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة واليابان.

ومن المرجح أن تفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على استيراد السيارات بنسبة 25% إذا رفضت طوكيو شروط واشنطن في هذه الاتفاقية، التي من شأنها أن تثير مقاومة سياسية في اليابان، إلى جانب عرقلة النمو الاقتصادي في كلا البلدين، وهو ما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع نسبة البطالة فيهما.

بالإضافة إلى ذلك، تتنبأ استطلاعات الرأي بانخفاض غير مسبوق في الدعم الياباني للتحالف بينها وبين الولايات المتحدة، ودعمها، في المقابل، للعلاقات اليابانية الصينية، إلى جانب دعم القوميين اليمينيين لليابان من أجل تطوير الأسلحة النووية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية