فصائل: كيف يطالب عريقات العرب بوقف التطبيع والسلطة تنسق مع إسرائيل؟

أحمد عبد العال-غزة

استغربت فصائل فلسطينية تصريحات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات الذي تحدى أي دولة عربية أن تفتح سفارة في تل أبيب، في الوقت الذي تتمسك فيه السلطة الوطنية بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال عريقات في تصريحات له على هامش "منتدى الدوحة" الأسبوع الماضي إن الذي يريد أن يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل "ينكر وجود الرسول صلى الله عليه وسلم وينكر الإسراء والمعراج" معتبرا أن "أي عربي يقوم بالتطبيع مع إسرائيل الآن يستبيح الدم الفلسطيني".

وأضاف أن ما تسمى صفقة القرن تُطَبَق على أكثر من صعيد سواء بـ "الاعتراف الأميركي الباطل" أن القدس عاصمة إسرائيل، أو من خلال إسقاط ملف اللاجئين عبر قطع الدعم عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أو رفض واشنطن وصف الاستيطان بأنه غير شرعي.

جرأة أكبر
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب اعتبر أي تطبيع عربي أو فتح سفارات داخل الكيان الإسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني، "ويعطي الاحتلال جرأة أكبر لتصعيد عدوانه ضد شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر" مضيفا أن "عملية التطبيع خطيرة ويجب أن يتصدى الأحرار في العالم العربي لها ويجب أن يكون الفلسطينيون موحدين لمواجهة هذا الخطر، لأن وحدة الفلسطينيين ستوقف هذا المد والهرولة تجاه الكيان الصهيوني".

وفي حديث للجزيرة نت، طالب حبيب السلطة الوطنية بوقف كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال. واستغرب "مطالبتنا كفلسطينيين وقف التطبيع، بينما تهرول السلطة تجاه الكيان وتعيش شهر عسل مع الاحتلال" الإسرائيلي.

وأضاف أن إسرائيل كانت تقصد من اتفاق أوسلو للسلام "إحداث اختراق داخل الساحة العربية بدون إعطاء الفلسطينيين أي شيء من حقوقهم".

إعادة تعريف العلاقة
أما القيادي بالجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، فطالب بموقف جاد من السلطة الفلسطينية لقطع علاقتها مع الاحتلال وسحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني وإعادة تعريف العلاقة مع الاحتلال، مشيرا إلى أن تصريح عريقات "مقدمة يبنى عليها".

ودعا أبو ظريفة لموقف فلسطيني يتكامل في اتجاهين "الأول وقف كل أشكال العلاقة مع الاحتلال وسحب الاعتراف منه، والثاني اتخاذ موقف رسمي تجاه الأطراف التي تطبع مع الاحتلال أيا كان شكله (دبلوماسيا ثقافيا رياضيا اقتصاديا سياسيا) وهكذا تتكامل صورة الموقف الفلسطيني".

ويؤكد ضرورة اتخاذ خطوات أولها تشكيل موقف عربي من الدولة التي تقدم على التطبيع مع إسرائيل، مضيفا أن الفلسطينيين أيضا مطالبون بـ "موقف جاد يرتقي إلى مستوى المسؤولية بإيقاف العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الدول العربية التي تطبع" كما دعا الأحزاب العربية إلى "اتخاذ موقف ضد الأنظمة التي تطبع لأن الشعوب ترفض هذا الكيان الإسرائيلي والتطبيع معه".

جزء من صفقة القرن
من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن عريقات الذي قاد التفاوض لسنوات مع الاحتلال الإسرائيلي "بدأ يستشعر الانحدار التطبيعي الذي تقوم به بعض الأنظمة العربية مع إسرائيل".

وأضاف أن السلطة باتت تدرك أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد معنيا بحل القضية الفلسطينية، بل هو حريص على تجاوزها.

ويرى المدهون -في حديث للجزيرة نت- أن الاحتلال يذهب لتطبيع مباشر مع الأنظمة العربية دون تقديم أي خطوات تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذا التطبيق جزء من صفقة القرن بتحييد القضية وإبعادها عن هامش الحل، وتعزيز العلاقة العربية الإسرائيلية بهدف إنضاج بعض التحالفات لإدخال الاحتلال كجزء طبيعي بالمنطقة، دون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني.

وتعد الهرولة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال الأخطر على القضية الفلسطينية -يقول المدهون- داعيا السلطة الوطنية لتعزيز الحضور الفلسطيني وترتيب البيت لمواجهة التطبيع.

المصدر : الجزيرة