لوبنيون إنترناسيونال: قطر تحتفظ بمنزلتها في عالم الغد

جانب من الحضور
ميشال توب: قطر تمكنت من استضافة صناع السياسة من كل أنحاء العالم على الرغم من الحصار (الجزيرة)

يعد إعلان دولة قطر خروجها من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مؤخرا بداية حقبة جديدة في سياسات الطاقة، وهو عمل يترجم بالدرجة الأولى الدبلوماسية الجريئة، وبادرة ترسم رؤية قطر التي تريد الاحتفاظ بمنزلتها في عالم الغد.

بهذه الجملة بدأ ميشال توب افتتاحيته في موقع "لوبنيون إنترناسيونال" الفرنسي، وقال إن البلد الأكثر استقلالية في واحدة من أكثر المناطق حساسية في العالم يستضيف صناع السياسة من جميع أنحاء العالم في نهاية هذا الأسبوع لنقاش "صياغة السياسة في عالم مترابط" في النسخة الـ18 من منتدى الدوحة، ولكنها الأولى منذ حصار هذا البلد.

"كم يبدو الحصار بعيدا" على الرغم من أن قطر لا تزال تحت الحصار، وهو الحصار الذي أعلنته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مع البحرين ومصر في الخامس من يونيو/حزيران 2017.

قطر على جميع الجبهات
وكما لو كان الأمر بفعل غريزة البقاء -يقول الكاتب- سرعان ما تكيفت قطر وأعادت صياغة سياستها في مجال الطاقة وأعادت تنظيم أمنها الغذائي، واستمرت في النمو الاقتصادي منهمكة في استعداداتها النشطة لكأس العالم 2022 والتنمية السياحية والاستثمار في القوة الناعمة (الرياضة والإعلام والفنون..) فقطر على جميع الجبهات كما تقول الافتتاحية.

وحاولت الولايات المتحدة جمع شمل الأشقاء الأعداء في قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، لكن الوقت كان مبكرا للغاية، ولم يذهب أمير دولة قطر إلى الرياض.

واستمرت معركة الصورة، فأقيم معرض دولي غير مسبوق لقطر، وهو ما يفسر أيضا ارتفاع الحضور في منتدى الدوحة في نهاية هذا العام، حيث جمعت الدوحة صناع القرار من جميع أنحاء العالم.

حضور فرنسي قوي
وقال الموقع إن وسائل الإعلام الفرنسية حضرت بقوة منتدى الدوحة وكذلك العديد من البرلمانيين الفرنسيين، وإن لم يتحدث الجميع عدا آلين غريش على الرغم من أن فرنسا -مثل قطر- لديها فكرتها عن حل النزاعات، وكلا البلدين يرغب في الحوار وتعزيز الحضور بالعالم.

ويقول ميشال توب إنه يركز في هذه الافتتاحية على تحرير الإسلام في العالم العربي وفي بلدان مثل فرنسا لديها جاليات مسلمة كبيرة، وعلى المصالحة بين إسرائيل والدول العربية على أساس المطالب الفلسطينية، وعلى تحييد كل من العملاقين السعودية وإيران.

وأشار إلى ضرورة تحقيق الاستقرار في مناطق النزاع مع مراعاة المسألة الاجتماعية من قبل المستفيدين من العولمة ونمو أفريقيا، مضيفا أن قطر يمكن أن تساهم في إيجاد حل سلمي لكل هذه التحديات الكبرى، لأنها دولة مستقلة لديها وسائل سياستها، كما أن لديها بصيرة، ولا ترضى باستخدام القوة وتقلبات المزاج العنيفة.

واختتم توب افتتاحيته بأن كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ستكون في نهاية منتدى الدوحة، في الوقت الذي يتم فيه تقويض التعددية بروح المغامرة لدى البعض.

المصدر : الصحافة الفرنسية