ارتفاع درجات الحرارة بالأردن يقصر عمر المزروعات الصيفية

أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة الأردنية لورنس المجالي أن التغيرات المناخية خلال العقدين الماضيين أثرت بشكل حاد على الأردن

يشهد الأردن كغيره من دول العالم تغيرا ملحوظا في مناخه من خلال ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة صيفا وتأخر موسم الشتاء مع تراجع نسبة الهطول المطري.

ونتج عن التغيرات المناخية انخفاض كبير في مخزون المياه الجوفية ونسب الأسطح المائية، مما أدى إلى اختلال واضح في الدورات الزراعية وتغير في مواقيتها السنوية.

وبحسب الأرقام الأخيرة، سجل الموسم المطري الأخير في الأردن تراجعا عن سابقه بما نسبته 60%، مما أدى إلى تراجع المخزون المائي في البلاد، كما بلغت درجات الحرارة ارتفاعا غير مسبوق خلال السنوات الماضية.

تضرر مزروعات الصيف

المقاثي بأنواعها إضافة إلى الكوسا واليقطين واللوبيا والباميا أحد أبرز المزروعات الصيفية التي تشتهر بها أرياف الأردن -خاصة في المناطق الشمالية- كانت الأكثر تأثرا جراء ارتفاع درجات الحرارة.

ويطلق اسم "المقاثي" على مزروعات البطيخ والخيار والقثاء، وتشمل "الجعابير والفقوس والشمام"، وفق التسمية المحلية بالأردن‎.

مراسل الأناضول التقى بعدد من المزارعين في محافظة إربد (شمالي البلاد)، واطلع على واقع الموسم الزراعي ومستوى ديمومة قطاف المحاصيل وسط أشعة الشمس الحارقة الناتجة عن اختلاف ملحوظ في مناخ المملكة.

وقال أكرم طه (56 عاما) -وهو أحد المزارعين- للأناضول "إن هذه المزروعات صيفية وموسمية وتعتمد على رطوبة مياه الأمطار في التربة".

وأضاف أن "أمطار العام كانت ضعيفة، وتراجع منسوبها بشكل كبير، ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة لم نشهد ليالي الندى التي تساعد في الحفاظ على رطوبة المزروعات، وبالتالي انتهى الموسم قبل موعده بأشهر".

وأشار إلى أن "هذه المزروعات تسمى المقاثي، وكانت تستمر حتى شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، وكما رأيتم المحاصيل جفت من حرارة الشمس ونحن ما زلنا في يوليو/تموز".

وقال "نحن كمزارعين نعتمد على ما نجنيه من بيع هذه المحاصيل، ولكن حرارة الشمس جففت رطوبة التربة وقصرت عمر الموسم".

تؤثر التغيرات المناخية على الزراعة والمزارعين في الأردن (الأناضول)
التغيرات المناخية تؤثر على الزراعة والمزارعين في الأردن (الأناضول)

انخفاض الإنتاجية

أما إبراهيم الظاهر (36 عاما) -الذي يعمل بائعا للخضار- فقال "إن الناس ينتظرون هذه المزروعات بشكل سنوي ويطلبونها باستمرار عندما يحين موسمها".

وأكمل الظاهر خلال حديثه للأناضول "كنت أبيع من هذه المحاصيل سنويا نحو نصف طن (500 كيلو)، لكن هذا العام لم نبع سوى 50 كيلوغراما".

وعن اختلاف أسعارها، قال الظاهر "العام الماضي ولكثرة المحاصيل كنا نبيع الكيلوغرام بربع دينار أردني (0.35 دولار)، لكن هذه السنة ولقلة المحاصيل تراوح سعر الكيلوغرام للمقاثي بين دينار و1.5 دينار (1.4- 2.1 دولار)".

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة الأردنية لورنس المجالي للأناضول أن "التغيرات المناخية خلال العقدين الماضيين أثرت بشكل حاد على الأردن، وتمثل ذلك في ارتفاع درجات الحرارة وانحباس الأمطار وتغير مواعيد الهطول المطري السنوي".

وأضاف "جراء ذلك انخفضت إنتاجية الأراضي الزراعية من الخضار الصيفية، خاصة الفقوس والكوسا والشمام والبطيخ والباميا والبصل".

وأشار إلى أن "الوزارة قامت خلال العقود الماضية بمساعدة المزارعين في تبني إجراءات للتخفيف من آثار هذه الظاهرة، حيث تقدم منحا لإنشاء تدابير حفظ التربة، لزيادة قدرة الترب الزراعية على الاحتفاظ بمياه الأمطار والرطوبة".

وتسعى دول العالم إلى مقاومة التغيرات المناخية، وقد شارك العديد من القادة في قمة المناخ الأخيرة التي عقدت في أبريل/نيسان الماضي بدعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن، وجرى خلالها التأكيد على مواجهة التغيرات المناخية.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -حينها- قادة الدول المتقدمة بالوفاء بتعهداتها المالية التي أعلنتها في اجتماع قمة السبع في يونيو/حزيران 2020 بتقديم 100 مليار دولار لصالح العمل المناخي في البلدان النامية.

وأضاف الأمين العام أن "العقد الماضي كان الأكثر سخونة على الإطلاق، والغازات الدفيئة الخطيرة وصلت مستويات لم تحدث منذ 3 ملايين سنة، فيما نشهد ارتفاعا مستمرا في مستويات سطح البحر ودرجات حرارة شديدة وأعاصير مدارية مدمرة".

المصدر : وكالة الأناضول