مساحات التصنيع الذاتي.. روح جديدة في العراق

Said سعيد - طابعة ثلاثية الأأبعاد داخل مقر موصل سبيس - مساحات التصنيع الذاتي..روح جديد في العراق
طابعة ثلاثية الأبعاد داخل مقر "موصل سبيس" (الجزيرة)

 عادل فاخر-بغداد

في إطار انتشار مساحات التصنيع الذاتي في العالم العربي التي بدأت عام 2012، وهي المساحات التي يتشكل منها ما تسمى حركة التصنيع الذاتي في العالم، تأتي مبادرات مجموعات من الشباب العراقيين منذ عام 2014 بتأسيس مساحات من هذا النوع في المدن العراقية من البصرة جنوبا إلى الموصل شمالا.

ففي البصرة، تم تأسيس مخيم العلوم عام 2014 على يد الدكتور نورس عارف ليكون أول مساحة تصنيع ذاتي في العراق وأول بيئة حاضنة للمشاريع التكنولوجية الريادية في المدينة.

دكتور نورس عارف رشحته مبادرته لمسابقة دولية لأفضل المشاريع الناشئة(الجزيرة)
دكتور نورس عارف رشحته مبادرته لمسابقة دولية لأفضل المشاريع الناشئة(الجزيرة)

رواد الأعمال
وبحسب الدكتور نورس للجزيرة نت، فإنه تعلم الطباعة الثلاثية الأبعاد ذاتيا قبل تأسيس مبادرته في ممر السيارات المؤدي إلى منزل عائلته، مما رشحه لاحقا للمشاركة في مسابقة معهد ماساشوستس في الولايات المتحدة للتقنية لأفضل المشاريع الناشئة في العالم العربي.

وكما يقول نورس فقد جاء تأسيسها "في إطار رؤية لتوظيف التكنولوجيا تستهدف رواد الأعمال التقنية، وطلاب وخريجي التعليم العلمي والتقني، والمعماريين، والمبرمجين، وذلك من خلال مشاركه المعرفة وتبادل الخبرة والمعلومات مع رواد المساحات لإنجاز مشاريعهم بشكل تشاركي".

ويدرب المخيم حاليا الشباب على صناعة الروبوتات، وإعدادهم للمشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية للروبوت، كما يعمل بدعم من مؤسسة "منصة سفينة نوح" في بغداد بالعمل على إنجاز أول نموذج لزورق يعمل بدفع الهواء، وذلك بتوظيف الجناح المشقوق الذي يمتاز بمروحة صامتة، وهو مشروع يأمل أن تكون له انعكاسات في خدمة قطاعات واسعة من المجتمع.

 فريق العمل على مشروع الأطراف الصناعية داخل مقر مبادرة
 فريق العمل على مشروع الأطراف الصناعية داخل مقر مبادرة "موصل سبيس"(الجزيرة)

"موصل سبيس"
أما في الموصل شمال العراق فقد أسس صالح محمود الناصر مبادرة "موصل سبيس" عام 2017 لتدريب الشباب في مجال الإلكترونيات والبرمجيات والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها، فضلا عن مساعدة الطلاب والمبتكرين على إنجاز مشاريعهم.

ويقول الناصر للجزيرة نت إن "هناك خمسة مشاريع حتى الآن يتم إنجازها من خلال موصل سبيس، من بينها مشروع للأطراف الصناعية منخفضة التكلفة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومشروع لأول سوق إلكترونية في الموصل".

وأضاف أن إجمالي عدد المستفيدين من خدمات "موصل سبيس" بلغ نحو ستمئة شخص، أغلبهم شاركوا في فعاليات في المركز أو حصلوا على تدريبات، وجزء قليل منهم من طور مشروعه أو لجأ إلينا لأجل استشارة تقنية، وهو عدد لا بأس به نظرا لأن ثقافة ريادة الأعمال التقنية في الموصل تكاد تكون معدومة.

لكن أهم ما يميز مبادرة "موصل سبيس" هو مشروع صيانة الأجهزة الطبية المتضررة في المشافي التي تعرضت للقصف أثناء الحرب الأخيرة في الموصل، وذلك باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد من خلال طباعة قطع الغيار البلاستيكية المهشمة وإعادة الأجهزة للحياة، وقد بلغ عدد الأجهزة الطبية التي تم إصلاحها حتى الآن سبعة أجهزة في أربعة مراكز طبية بالموصل.

وتبقى حركة التصنيع الذاتي عبر تلك المساحات في طور البداية بالعراق، حيث تقتصر على المخيم العلمي في البصرة و"موصل سبيس" في الموصل تدعمهما منصة سفينة نوح في بغداد، لكن من شأن تلك المساحات متى نجحت أن تنتقل إلى مدن العراق الأخرى.

المصدر : الجزيرة