"طباخات التمر" تدهم العراقيين

درجات حرارة غير مسبوقة في العراق
عراقيون يطالبون بتقليص ساعات الدوام الرسمي ومنع استمرار عمال البناء وخاصة في ساعات الذروة (الجزيرة)
سجلت درجات الحرارة في العراق هذه الأيام أرقاما بلغت خمسين درجة مئوية، بينما تشير التوقعات إلى ارتفاعها لمستويات أعلى في بلد يعيش نقصا حادا في إنتاج الطاقة الكهربائية.
 
ويطلق العراقيون على الأيام التي تشتد فيها درجات الحرارة اسم "طباخات التمر"، أي الوقت الذي ينضج فيه التمر على النخيل ومعه يستعدون لموسم جني التمر وطرحه في الأسواق.

وتقول الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي إن معدلات درجات الحرارة في مناطق وسط وجنوبي العراق بلغت خمسين درجة مئوية في بعض المناطق.

وأطلقت السلطات العراقية تحذيرات للمواطنين وحثتهم على عدم الخروج من المنازل في ساعات ذروة ارتفاع درجات الحرارة وعدم ملء خزانات وقود السيارات بشكل كامل، وفتح نوافذ السيارات وعدم تناول الأطعمة والمرطبات من المحال المفتوحة، وتقنين استهلاك الطاقة الكهربائية.

ويعيش العراقيون أوضاعا صعبة جراء ارتفاع درجات الحرارة مقابل تدن كبير في إنتاج الطاقة الكهربائية، حيث يحصل العراقيون على نحو 14 ساعة من الكهرباء الحكومية ثم يشترون الباقي من القطاع الخاص وبأسعار كبيرة، رغم الميزانيات الهائلة التي تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات المخصصة لقطاع الكهرباء منذ عام 2003 وحتى الآن. 

‪‬ اللاجئون العراقيون يعيشون أوضاعا صعبة في ظل نقص الخدمات(رويترز)
‪‬ اللاجئون العراقيون يعيشون أوضاعا صعبة في ظل نقص الخدمات(رويترز)

كما يعيش مئات الآلاف من النازحين أوضاعا مأساوية في مخيمات اللاجئين أو الذين عادوا إلى منازلهم المدمرة في المدن التي تحررت من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى.

ويسعى بعض العراقيين إلى البحث عن ملاذات آمنة للفرار من ارتفاع درجات الحرارة من خلال قضاء أيام في مصايف إقليم كردستان والاستمتاع بأجوائها الجبلية وشلالاتها المائية، بينما يسعى آخرون للذهاب إلى صالات المسابح في الأندية وفنادق الدرجة الأولى.

كما يحاول البعض الاستمتاع بمياه نهر دجلة والفرات رغم ما يحف ذلك من مخاطر بسبب عدم توفر مناطق آمنة للسباحة، في حين وضعت مراوح تضخ الهواء والمياه معا عند بوابات مطاعم الدرجة الأولى وفي محال بيع المرطبات والمقاهي، كما تبرع آخرون بنصب مرشاة مياه في الشوارع، حيث يمكن لأي شخص الوقوف تحتها لدقائق للاستمتاع وإطفاء الحرارة العالية.

ورفع أصحاب محطات إنتاج الطاقة الكهربائية الخاصة أسعار بيع وحدات الطاقة الكهربائية إلى 25 ألف دينار لكل أمبير، أي ما يعادل 23 دولارا، مع غياب رقابة حكومية للحد من هذا الارتفاع الذي يكلف العوائل مئات الآلاف من الدنانير شهريا للحصول على كهرباء مستمرة أثناء اليوم.

ولاتزال الإجراءات الحكومية بعيدة عن إيجاد حل لإنهاء معاناة العراقيين خلال هذه الأيام من خلال تقليص ساعات الدوام الرسمي ومنع استمرار عمال البناء وخاصة في ساعات الذروة عند منتصف النهار لما يسببه من أمراض خطيرة.

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية