بالفيديو: الطمرية.. طعم آخر لحلوى النابلسيين

عاطف دغلس-نابلس

تعد الطمرية من الحلويات الشعبية الأشهر في دمشق الصغرى (نابلس)، وقد تأتي في المقام الثاني بعد الكنافة، وتعرف بطعمها الطيب والمميز بين حلويات عديدة يتفنن النابلسيون في صناعتها وتناقلها من جيل لآخر، وهي أيضا تأسر كل من يتذوقها وتغرقه في حبها مرات ومرات.

وبين العجين غير المخمر -طحين وزيت- والحلاوة -السكر والسميد والنكهات- تتوزع مكونات الطمرية.

حيث يرق العجين لأقل سماكة ثم يفرد ليرتاح فوق طاولة كبيرة من البلاط، ثم يقطع بشكل مربعات صغيرة توضع بداخلها قطع حلاوة السميد التي تجمدت بعد طبخها، ثم تفرد باليد وتثنى العجينة فوقها -تطمر- ثم تغمس بالزيت الحامي لقليها.

‪تاريخ الطمرية يعود لعشرات السنوات بمدينة نابلس وتشتهر بها دون غيرها من المدن الفلسطينية‬ (الجزيرة)
‪تاريخ الطمرية يعود لعشرات السنوات بمدينة نابلس وتشتهر بها دون غيرها من المدن الفلسطينية‬ (الجزيرة)

ورغم عدم معرفة سبب صناعتها، فإن تاريخها يعود لعشرات السنوات بمدينة نابلس، وتشتهر بها دون غيرها من المدن الفلسطينية.

وهي تعد أيضا لمناسبات مختلفة لا سيما عزائم "الشعبونية" (نسبة لشهر شعبان) وهي عادة نابلسية تدعى فيها النسوة من ذوي الأرحام لبيوت آبائهن وأقاربهن لتناول الطعام.

وتقدم أيضا كوجبة إفطار رئيسية، إضافة لأطعمة أخرى كحلاوة الزلابية (مربى القرع) للضيوف الذين حلوا بمنزل العريس أو والده بعد حفل الزفاف، حيث يعتبر هذا الضيف عظيم الشأن، فقد أحضر له أفضل الطعام.

وهي تؤكل ساخنة ويفضل تناولها في الصباح، وهناك من يتناولها في المساء، لكن يوم الجمعة صباحا يعد الوقت المفضل للنابلسيين لشرائها وتناولها كوجبة إفطار، ويستسيغها الجميع من الكبار والصغار.

‪بوسط البلدة القديمة لمدينة نابلس تفوح رائحة الطمرية المقلية، وتزكي رائحتها المارة ليقصدوا المحال ويبتاعوا منها‬ (الجزيرة)
‪بوسط البلدة القديمة لمدينة نابلس تفوح رائحة الطمرية المقلية، وتزكي رائحتها المارة ليقصدوا المحال ويبتاعوا منها‬ (الجزيرة)

توارث صناعتها
وبوسط البلدة القديمة لمدينة نابلس تفوح رائحة الطمرية المقلية، وتزكي رائحتها المارة ليقصدوا المحال ويبتاعوا منها.

وهذا حال وضاح البلبل صاحب محل لبيع التخمرية في شارع السوق، وهناك يقف على قدميه منذ ثلاثين عاما يعد الطمرية، وارثا المهنة عن والده وأشقائه الذين عملوا بها لأكثر من ستة عقود.

ورغم ذلك لا تقتصر الطمرية اليوم على أهالي المدينة، فهي تطيب للكثيرين من غيرهم، لا سيما القادمين من فلسطين المحتلة عام 1948، وهي أيضا سهلة لدرجة يمكن إعدادها بالمنزل، لكنها لا تصل إلى جودة السوق.

وكانت في السابق تقلى بالسيرج (زيت السمسم) وهو ما يخفف من احتقان الحلق، لكنها اليوم تعد بالزيوت النباتية المهدرجة ويضاف إليها قليل من السيرج غالي الثمن.

‪يفضل النابلسيون تناول الطمرية كوجبة إفطار في صباح يوم الجمعة‬ (الجزيرة)
‪يفضل النابلسيون تناول الطمرية كوجبة إفطار في صباح يوم الجمعة‬ (الجزيرة)
المصدر : الجزيرة