طالبان تطلق العشرات بقندوز وتصمت إزاء الهدنة

نقل مراسل الجزيرة في أفغانستان -عن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان- أن مسلحي الحركة أطلقوا سراح ركاب ثلاث حافلات كانت احتجزتهم شمال البلاد صباح اليوم.

وقال مجاهد إن استهداف الحافلات تم بناء على تقارير استخبارية أفادت بأن من بين الركاب ثمانية مسؤولين أمنيين. وأضاف أن الحركة ستطلق اليوم سراح قرابة خمسمئة جندي بمناسبة عيد الأضحى.

من جهتها، أعلنت السلطات تحرير 149 شخصا اختطفتهم طالبان، في وقت يترقب الأفغان رد الحركة على عرض الرئيس أشرف غني لهدنة مدتها ثلاثة أشهر.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن نصرت رحماني نائب المتحدث باسم الداخلية قوله إن القوات الحكومية "حررت 149 شخصا اختطفتهم طالبان في ولاية قندوز شمال" البلاد، مضيفا أن طالبان لا تزال تحتجز 21 آخرين. 

وفي وقت سابق أمس، قال مسؤول حكومي إن مسلحين من طالبان خطفوا عشرات الركاب بعد أن أوقفوا ثلاث حافلات في قندوز.
 
وقال عصمت الله مرادي -وهو متحدث باسم حاكم قندوز- إن الهجوم وقع صباح اليوم الاثنين بينما كانت الحافلات في طريقها من ولاية تخار إلى العاصمة كابل. وأضاف "أوقف مسلحو طالبان الحافلات وأجبروا الركاب على النزول منها واقتادوهم لمكان غير معروف".
     
ويأتي حادث اليوم في وقت تنتظر كابل الاثنين رد طالبان على اقتراح الرئيس وقف إطلاق النار لثلاثة أشهر، وهو عرض رحبت به الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بعد 17 عاما من الحرب.
    
وكشف غني عن عرض الحكومة الجديد خلال خطاب بمناسبة عيد الاستقلال في وقت متأخر أمس، مشيرا إلى أن قوات الأمن ستلتزم بالهدنة اعتباراً من الأسبوع الجاري شرط أن تقوم طالبان بالأمر نفسه.
    
وجاء الاقتراح عقب أسبوع من العنف الاستثنائي اقتحم خلاله عناصر طالبان عاصمة ولاية غزني -التي تبعد نحو ساعتين بالسيارة عن كابل- وكثفوا القتال ضد قوات الأمن في أنحاء البلاد مما أسفر عن مقتل المئات.
    
وقال الرئيس إن مكتبه تخلص من "جميع العقبات" في طريق السلام، مؤكدا أن الإعلان جاء عقب مشاورات أجراها مع علماء دين وأحزاب سياسية ومجموعات من المجتمع المدني.
    
ورحب الحلف الأطلسي وواشنطن بالاقتراح، بينما دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طالبان إلى المشاركة.
    
ولم ترد طالبان على عرض غني بعد، لكنها تعهدت بالإفراج عن المئات من "سجناء العدو" بمناسبة عطلة عيد الأضحى التي تبدأ الثلاثاء.
    
وأشار محللون إلى أن تحرك الحكومة يكشف حالة اليأس التي تعاني منها عقب أعمال العنف الدامية التي وقعت مؤخرا.
    
وكتب بيل روجيو من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في تغريدة على موقع "تويتر" أنه "بعد مدينة غزني وغيرها، تبدو الحكومة يائسة جدا".
    
وفي حال وافق عناصر طالبان على الالتزام بوقف النار، فستكون هذه الهدنة الثانية في البلاد منذ الاجتياح الأميركي عام 2001 الذي أسقط حكم نظام طالبان.
    
وخلال هدنة أولى طبقت في يونيو/حزيران، تدفق آلاف المقاتلين إلى المدن في أنحاء أفغانستان حيث تعانقوا مع عناصر الأمن والمواطنين، مما عزز الأمل بإمكانية إجراء محادثات سلام وإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 17 عاما. 

المصدر : الجزيرة + وكالات