إيتا تحل نفسها.. إسبانيا تتوعد وفرنسا مشغولة بالضحايا

A man watches while the television displays images of ETA during the announcement of the dissolution of armed Basque separatists ETA, in Guernica, Spain May 3, 2018. REUTERS/Vincent West
مواطن إسباني يتابع تقريرا عن منظمة "إيتا" عقب إعلانها حل نفسها (رويترز)

قوبل إعلان منظمة إيتا الباسكية الانفصالية حل نفسها بتهوين من إسبانيا التي توعدت المنظمة بالعقاب، بينما أعلنت فرنسا أن هاجسها الأكبر هو ضحايا تلك المنظمة المصنفة أوروبيا إرهابية.  
 
وقال رئيس الحكومة الإسباني ماريانو راخوي "أيّا تكن الخطوات التي ستقوم بها، فلن تجد إيتا أي ثغرة تنفذ منها، ولن تفلت من العقاب على ما ارتكبته من جرائم". وأضاف "لسنا مدينين لها بشيء، ولا نشعر أننا ممتنون لها بشيء".

وفي باريس قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أغنيس فون دير مول "نفكّر أولا وقبل كل شيء بالضحايا الكثيرين لإيتا وبأقاربهم.. ننتظر الآن تنفيذ الإعلان عن حل المنظمة، بما في ذلك تسليم آخر أسلحتها".

وأضافت "إذا تأكد هذا الإعلان، فسيشكل نجاحا كبيرا للتعاون الفرنسي الإسباني.. يجب أن نبقى يقظين وألا نوقف جهودنا ضد كل التهديدات الإرهابية".

ولا يبدي عدد كبير من ضحايا "إيتا" استعدادا للتغاضي عن الدم الذي أريق خلال سنوات الصراع. وأثناء مؤتمر صحفي في سان سيباستيان (شمال)، المدينة الباسكية التي شهدت عددا كبيرا من الاعتداءات، طالبت "هيئة ضحايا الإرهاب" منظمة إيتا بأن تدين الإرهاب وتتوقف عن الإشادة العلنية بمناضليها عندما يخرجون من السجن. كما عليها أن توضح خفايا 358 جريمة لم تكشف بعد.
    
وفي "إعلان نهائي" يحمل تاريخ 3 مايو/أيار الجاري ووزع على الصحافة، قالت المنظمة السرية إنها "حلت كل هيئاتها وأنهت كل نشاط سياسي"، منهية بذلك آخر تمرد مسلح في أوروبا الغربية أسفر عن أكثر من 800 قتيل وآلاف الجرحى خلال عقود.

وتوجهت الرسالة إلى الشخصيات التي شجعتها على التخلي عن العنف، مثل الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي أنان والرئيس السابق للشين فين الإيرلندي جيري أدامس، حسبما قال عضو في الحكومة الإقليمية الباسكية.
 
وقال رئيس المنطقة الباسكية القومي إيرينغو أوركولو في مقابلة أمس الخميس مع صحيفة "إلباييس" إن منتظمة "إيتا مَدينة (بهذا الحل) للمجتمع الباسكي وللإنسانية بأسرها".
  
يذكر أن منظمة إيتا تأسست عام 1959 إبان دكتاتورية فرانشيسكو فرانكو. ومذ تأسيسها أوقعت 829 قتيلا في حملة اغتيالات واعتداءات بالقنابل في إسبانيا وفرنسا باسم استقلال "أوسكال هيريا"، إقليم الباسك الإسباني والفرنسي ونافار.
  
وكانت المنظمة التي أضعفتها اعتقالات قادتها ونبذها السكان وصنفها الاتحاد الأوروبي إرهابية، قد تخلت عن العنف عام 2011 وسلمت أسلحتها العام الماضي.
 
وقامت بخطوة إضافية في رسالة مؤرخة يوم 16 أبريل/نيسان الماضي نشرتها الصحافة الإسبانية، معلنة أنها "حلت بالكامل كل هيئاتها".

وترفض الأكثرية الساحقة من الباسكيين العنف، لكن أقلية ما زالت تطالب بالاستقلال. وحصل التحالف الانفصالي "إي.إتش بيلدو" -الحزب الثاني في البرلمان الباسكي- على 21% من الأصوات في الانتخابات الإقليمية عام 2016. 

المصدر : وكالات