"نووي إيران" يتجاوز صدمة ترامب
شددت الصين وبريطانيا اليوم الأحد على التزامهما بمقتضيات الاتفاق النووي مع طهران، رغم إعلان الولايات الانسحاب منه قبل أيام وتعهدها بفرض عقوبات جديدة على إيران.
بريطانيا ملتزمة
وقد أبلغت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلادها والشركاء الأوروبيين لا يزالون ملتزمين بدعم الاتفاق النووي مع إيران. وطالبت طهران بمواصلة الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق.
وجاء في بيان أصدره مكتبها "اتفق كلا الزعيمين على أهمية مواصلة الحوار بين الدولتين، وتطلعا إلى اجتماع وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيران في بروكسل يوم الثلاثاء".
الصين باقية
من جانبها، أعلنت الصين أنها ستواصل بذل الجهود من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه الأسبوع الماضي.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الصيني وانغ يي عقب لقاء مع ظريف في العاصمة بكين.
وقال الوزير الصيني إن بلاده ستواصل بذل الجهود من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي الشامل مع إيران في إطار الحوار الوثيق والتعاون مع جميع الأطراف.
ووصف الاتفاق النووي مع إيران بأنه نجاح كبير لمنع الانتشار الدولي للأسلحة النووية، وإرساء الاستقرار والسلام الدائمين في الشرق الأوسط.
بدوره أعرب وزير الخارجية الإيراني عن تقديره "لموقف الصين الواضح" إزاء حماية الاتفاق النووي.
وأكد أن إيران ستواصل التعاون والحوار مع جميع الأطراف الداعمة للاتفاق، مبينا أن استمرار الاتفاق وحمايته مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الأطراف. وأعرب عن استعداد بلاده لبذل كافة الجهود من أجل حماية الاتفاق.
تأييد ألماني
من جانبها، تعتزم الحكومة الألمانية الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران. وأظهر استطلاع نشرت نتائجه أول أمس الجمعة أن 80.3% من الألمان يؤيدون هذا الاتفاق.
كما عبرت روسيا عن تمسكها بمقتضيات الاتفاق النووي مع إيران، واتخذت فرنسا أيضا موقفا مشابها.
تعهد أوروبي
وفي وقت سابق، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على التزام الاتحاد بالاتفاق النووي مع طهران.
وقالت موغيريني "سنفي بجميع التزاماتنا بموجب الاتفاق من أجل أمن منطقتنا، وسنساعد الأطراف الأخرى على مواصلة الوفاء بالتزاماتها".
وأضافت "منذ أكثر من عام أقول لأصدقائنا في الإدارة الأميركية إن هذا الاتفاق ليس ثنائياً، بل هو أحد قرارات الأمم المتحدة، ولا يمكن لدولة خرقه بمفردها".
نهاية الدبلوماسية
بدوره حذر روحاني من أن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق يمكن أن يكتب حروف النهاية لاستخدام الدبلوماسية كحل للخلافات السياسية.
وأضاف روحاني أن الاتفاق النووي يمكن أن يبقى محميا بواسطة موقعيه الخمسة الآخرين: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا.
وأشار إلى أن قرار إيران الإبقاء على الاتفاق من عدمه يعتمد على قدرة هذه الأطراف الخمسة على مواصلة إتمامه حتى النهاية.
وبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الأحد جولة دبلوماسية لمواصلة تنفيذ الجانب الاقتصادي من الاتفاق، حيث خطط للقاء نظرائه من روسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا، في اجتماعات تعقد في بكين وموسكو وبروكسل.
يشار إلى أن الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا وقعت عام 2015 اتفاقا مع إيران يقضي برفع العقوبات المفروض على الأخيرة مقابل كبح طموحاتها النووية.
وفي الثلاثاء الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحابه من الاتفاق، وتعهد بفرض عقوبات على طهران، في خطوة أثارت غضب طهران وقوبلت برفض من الأوروبيين وبقية الأطراف.