تيلرسون يستعرض إنجازاته ويغادر نهاية الشهر

قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون -الذي أقاله الرئيس دونالد ترمب أمس الثلاثاء- إنه سيغادر منصبه نهاية الشهر الجاري بعد نقل مهامه إلى نائبه، مؤكدا أنه سيسعى إلى تأمين انتقال سلس لسلطاته إلى خلفه مايك بامبيو.

وقال تيلرسون للصحفيين في وزارة الخارجية أمس إن "أهم شيء هو ضمان الانتقال المنظم والسلس في وقت لا تزال تواجه فيه البلاد تحديات كبيرة على صعيد السياسة والأمن القومي".

واستعرض تيلرسون الإنجازات التي حققتها الخارجية الأميركية خلال ولايته في ملفات منها سوريا وأفغانستان.

وقال إنه يتعين على الولايات المتحدة الرد على التصرفات المثيرة للقلق من قبل روسيا، مؤكدا أنه إذا واصلت موسكو سياستها الحالية فإن عزلتها ستزداد.

‪تيلرسون قال إنه سينقل كل صلاحياته إلى نائبه وسيغادر منصبه نهاية الشهر الجاري‬  (رويترز)
‪تيلرسون قال إنه سينقل كل صلاحياته إلى نائبه وسيغادر منصبه نهاية الشهر الجاري‬ (رويترز)

وأضاف تيلرسون أنه ما زال أمام واشنطن الكثير لتطوير علاقة واضحة مع الصين، مشيرا إلى أن حملة الضغوط الأميركية على كوريا الشمالية فاقت نتائجها كل التوقعات.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أقال الرئيس ترمب الوزير تيلرسون ورشّح مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بامبيو لخلافته، كما اختار نائبة الأخير جينا هاسبل لتصبح أول امرأة تدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

ووجّه ترمب عبر حسابه على موقع تويتر الشكر لتيلرسون على خدماته، وكشف عن خلافه معه بشأن بعض القضايا، وأهمها الاتفاق النووي مع إيران.

وقال ترمب "كنا متفقين بشكل جيد لكن اختلفنا حول بعض الأمور"، مضيفا "بالنسبة إلى الاتفاق (النووي) الإيراني أعتقد أنه سيئ، بينما اعتبره تيلرسون مقبولا، وأردت إما إلغاءه أو القيام بأمر ما، بينما كان موقفه مختلفا بعض الشيء، ولذلك لم نتفق في مواقفنا".

يشار إلى أن ترشيحات ترمب بحاجة إلى مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بوب كروكر إن إقرار تعيين بامبيو سيتم في أقرب وقت.

وأضاف كروكر أنه لا يتوقع مشكلات في هذا الإقرار، مشيرا إلى أن جلسة الاستماع لتعيين بامبيو ستعقد في أبريل/نيسان المقبل.

‪ترمب تحدث عن خلافات عديدة مع تيلرسون أبرزها الاتفاق النووي مع إيران‬  (رويترز)
‪ترمب تحدث عن خلافات عديدة مع تيلرسون أبرزها الاتفاق النووي مع إيران‬ (رويترز)

ونقلت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي عن مسؤول في البيت الأبيض أن إقالة تيلرسون تمت يوم الجمعة، وتم إبلاغه بالقرار خلال جولته الخارجية التي قطعها.

ويمثل خروج تيلرسون أكبر تغيير في إدارة ترمب حتى الآن، وينهي خلافات مستمرة منذ شهور بين الرئيس الجمهوري والرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل البالغ من العمر 65 عاما.

واختلف ترمب وتيلرسون بشأن قضايا عدة بما في ذلك ما يتعلق بكوريا الشمالية وروسيا، ووجه تيلرسون أمس الاثنين انتقادات حادة لروسيا فيما يتصل بتسميم جاسوس سابق وابنته في إنجلترا، وألقى باللوم بشكل مباشر على موسكو بعد أن امتنعت المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض سارة ساندرز عن القيام بذلك.

وبدا أن تيلرسون أُخذ على حين غرة عندما أعلن ترمب أنه سيجتمع مع الزعيم الكوري الشمالي، ليصبح أول رئيس أميركي يقوم بهذا التحرك أثناء وجوده في السلطة.

كما أقال الرئيس ترمب وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية والشؤون العامة ستيف غولدشتاين، وذلك بعد تعليقه على إقالة تيلرسون بشكل مفاجئ.

وقال غولدشتاين في تغريدات له على حسابه على تويتر إن تيلرسون كان لديه عزم على البقاء في منصبه لأنه شعر أنه يحرز تقدمًا حاسمًا على صعيد تعزيز الأمن القومي للبلاد.

وأضاف غولدشتاين أن الوزير المُقال لم يتحدث مع ترمب حول قراره، ولا يعرف ما سبب إقالته وأنه علم بشأنها من خلال تغريدة الرئيس الأميركي عبر تويتر.

المصدر : الجزيرة