طالبان ترفض خريطة طريق الحكومة وتطالب بحوار مباشر مع واشنطن

أعلنت حركة طالبان رفضها خريطة الطريق التي أعلنها الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس الأربعاء في جنيف للتفاوض معها، معتبرة أنها تتفاوض مباشرة مع واشنطن لأن "الحكومة الأفغانية لا تملك صلاحية اتخاذ قرار المصالحة".

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الحركة المسؤولية عن تفجير وقع في العاصمة الأفغانية كابل؛ وخلف قتلى وجرحى، حيث قال المتحدث باسم وزارة الشؤون الداخلية الأفغانية نجيب دانش إن الهجوم الذي استهدف شركة "جي فور إس" للخدمات الأمنية أسفر عن مقتل 15 شخصا، بينهم المهاجمون الخمسة.

كما أسفر الهجوم عن إصابة 29 آخرين، بينهم عدد من الأجانب، ولم تتأكد هويتهم بعد.

وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، إذ ذكر المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أن الهجوم جاء ثأرا للضحايا المدنيين الذين سقطوا في العمليات والقصف الجوي الذي تنفذه القوات الأفغانية والأميركية في إقليمي هلمند وقندهار (جنوبي البلاد) وإقليم نانغارهار (شرقي البلاد).

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان خريطة طريق جديدة لاستئناف المفاوضات، وبفريق تفاوضي جديد، حسب ما أعلنه الرئيس الأفغاني من جنيف.

التزام بالمفاوضات
وتقول الحكومة الأفغانية إنها ملتزمة بالمفاوضات مع طالبان، ولأجل ذلك شكلت فريقا يضم نساء وشبابا وعلماء من جميع فئات المجتمع.

كما تقول إنها ستجري في مرحلة لاحقة إعادة هيكلة مجلس السلام العالي؛ بهدف بحث سيناريوهات ما بعد المصالحة، وستعمل الدولة بموازاة تلك العملية على إعادة اللاجئين الأفغان.

ودعمت واشنطن على لسان وكيل وزارة الخارجية ديفيد هيل المبادرة على الفور، وحثت طالبان على الالتزام بوقف إطلاق النار وتشكيل وفدها التفاوضي.

وطالب هيل بأن تسير الانتخابات الرئاسية بشكل أفضل من الانتخابات البرلمانية، ووعد بأن الأفغان والمانحين سيتابعون قضية إصلاح العيوب الفنية بشأن انتخابات الرئاسة القادمة.

من جهته، قال الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة عن شؤون أفغانستان، تاداميجي ياماماتو إن حركة طالبان أقرب من أي وقت مضى من مباحثات السلام، إلا أن أولويتها رحيل القوات الأجنبية من البلاد.

وأضاف ياماماتو –في لقاء صحفي عقب مؤتمر أفغانستان الذي عقد بمكتب الأمم المتحدة في جنيف- أن المجتمع الدولي يأمل عقد مباحثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان.

وأفاد في هذا الخصوص بأن "الجميع يعمل من أجل عقد طالبان مباحثات مباشرة مع الحكومة".

بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب إنهم قاموا بفعل كل ما يلزم لإطلاق مباحثات السلام، وإن الكرة أضحت في ملعب طالبان.

كما أشار إلى أن تنفيذ الاتفاق "سيستغرق عدة أعوام حتى لو تم الاتفاق عليه"، موضحا أن طالبان لم تعد في قوتها السابقة، ولم تحصل على دعم خارجي.

المصدر : الجزيرة + وكالات