أوروبا في قلب خلاف نووي أميركي روسي

BERLIN, GERMANY - NOVEMBER 18: An activist with a mask of U.S. President Donald Trump marches with a model of a nuclear rocket during a demonstration against nuclear weapons on November 18, 2017 in Berlin, Germany. About 700 demonstrators protested against the current escalation of threat of nuclear attack between the United States of America and North Korea. The event was organized by peace advocacy organizations including the International Campaign to Abolish Nuclear Weapons (ICAN), which won the Nobel Prize for Peace this year. (Photo by Adam Berry/Getty Images)
مظاهرة في العاصمة الألمانية برلين ضد سباق التسلح النووي (رويترز)

ارتفعت حدة التوتر بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى على خلفية إعلان واشنطن اعتزامها الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى، وهو وضع وصفته موسكو بأنه "شديد الخطورة" وحذرت أوروبا من سباق جديد للتسلح.

واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإدارة الأميركية بانتهاك المعاهدة على عكس ما يدعيه الأميركيون، وقال بالخصوص "قد تكون الذريعة الشكلية لشركائنا للخروج من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى هي الاتهامات الموجهة إلينا بانتهاكها. لكن وكالعادة، لم يتم تقديم أي دليل على ذلك، والولايات المتحدة قد انتهكتها فعلياً".

وحذر بوتين الدول الأوروبية -التي ستسمح بنشر الصواريخ الأميركية الجديدة على أراضيها- من أن عليها أن تدرك أنها ستعرض نفسها لرد عسكري محتمل من روسيا.

وتساءل "إذا خرجت الولايات المتحدة من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، فماذا سيفعل الأميركيون بالصواريخ الجديدة. إذا تم توريدها لأوروبا، فبالطبع سنضطر للرد بشكل مماثل، والدول الأوروبية التي ستوافق على ذلك عليها أن تدرك بأنها تعرّض أراضيها لتهديد ضربة جوابية محتملة. هذه أمور بديهية".

مفاوضات للتمديد
وعلاقة بالموضوع، ذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي الأميركي جون بولتون هو نفسه الذي ضغط على الرئيس دونالد ترامب للانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، كما أنه يعرقل أي مفاوضات لتمديد معاهدة "نيو ستارت" حول الصواريخ الإستراتيجية التي ينتهي مفعولها عام 2021.

في هذه الأثناء، أعلنت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) رفضها انتشار أسلحة نووية جديدة بأوروبا للرد على تهديدات موسكو، حسبما أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد تهديد أطلقه ترامب بتعزيز الترسانة الأميركية.
    
وقال ستولتنبرغ في لقاء مع صحفيين "لا نريد خوض حرب باردة جديدة ولا نريد سباقا جديدا للتسلح" مضيفا "لا أعتقد أن الدول الأعضاء في الحلف ستوافق على نشر المزيد من الأسلحة النووية في أوروبا للرد على النظام الصاروخي الروسي الجديد" الذي تطلق موسكو عليه اسم "9 أم 729".

الحرب الباردة
وأقر الأمين العام للحلف بأن قرار الرئيس الأميركي لم يحظ بموافقة جميع الدول الأعضاء، ولفت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي طلبت "الحفاظ على هذه المعاهدة الضرورية للأمن" معلنا أن هناك محادثات جارية مع موسكو للاتفاق على اجتماع يجمع بين دول التحالف وروسيا.

ووقّع الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان وآخر زعيم للاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة عام 1987 مع نهاية الحرب الباردة.

وتحظر المعاهدة بناء وحيازة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى المزودة بأسلحة نووية -والتي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر- وتشمل هذه الصواريخ طراز أرض جو وصواريخ كروز. وأنهت المعاهدة أزمة في الثمانينيات بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ "أس أس 20" المزودة برؤوس نووية قادرة على استهداف العواصم الغربية.

لكن ترامب يرى أن موسكو تنتهك المعاهدة منذ أعوام عدة، وتتحفظ واشنطن تحديدا على نشر منظومة صواريخ "9 أم 729" التي يتجاوز مداها سقف خمسمئة كيلومتر المتفق عليه.

المصدر : وكالات