يلدرم: استفتاء أربيل مغامرة وكل الخيارات مطروحة

أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن الخيارات الأمنية والسياسية والاقتصادية مطروحة لوقف إجراء الاستفتاء على انفصال كردستان عن العراق. يأتي هذا قبيل اجتماع البرلمان التركي للتصويت على تمديد مذكرة تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا والعراق، ويتزامن مع لقاء قادة الجيشين التركي والعراقي.

وشدد رئيس الحكومة على أنه بلاده حددت الخيارات الأمنية والسياسية والاقتصادية ومتى يمكن تطبيقها ومسألة اختيار الوقت المناسب لاستخدامها و"سوف نعلن عن هذا حسب الظروف وتطور الأحداث".

وقال يلدرم إن الأطراف التي تصر على إجراء الاستفتاء شمال العراق سوف تدفع الثمن، وقد جاء ذلك خلال حديث للصحفيين في مدينة كيرشهير وسط تركيا.

وأضاف "من يدور بذهنه فجأة أن يقوم بمغامرة ويصم آذانه عن تحذيرات وتنبيهات العالم من حوله، ويتابع طريقه بإصرار خاطئ، سوف يكون لهذا التصرف ثمنٌ طبعا، ولكن هذا الثمن ستدفعه الأطراف التي اتخذت هذا القرار، ولكن ليس فقط إدارة شمال العراق والأكراد، بل باقي الأطراف البريئة التي تعيش في المنطقة من التركمان والعرب سوف تتأثر بهذا القرار، وليس لدى إدارة كردستان شمال العراق الحق بالقيام بتأدية هذا الثمن للأبرياء".

من جهة أخرى، يعقد البرلمان بعد ظهر اليوم السبت اجتماعا استثنائيا لمناقشة طلب الحكومة تمديد مذكرة تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا والعراق.

وأفاد مراسل الجزيرة في أنقرة أن حزبيْ الحركة القومية والشعب الجمهوري المعارضيْن قد يقدمان الدعم لهذه المذكرة. أما حزب الشعب الديمقراطي فأعلن أنه لن يصوت لصالح هذه المذكرة خلال جلسة اليوم.

وكانت الحكومة قد شددت بمذكرتها على الأهمية الكبيرة للحفاظ على سيادة أراضي العراق ووحدته الوطنية.

وأكدت أن تمركز عناصر كل من حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة بالعراق، والحركات الانفصالية المعتمدة على أساس عرقي، تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي لتركيا وللسلام والاستقرار بالمنطقة على حد سواء.

وأفاد بيان لقيادة الأركان أنها رفعت من مستوى المناورات العسكرية بمنطقة سيلوبي-خابور الحدودية مع العراق، وأن وحدات إضافية تشارك في المناورات التي تتواصل منذ أسبوعين.

مسؤول عراقي
وفي الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة -نقلا عن مصادر دبلوماسية- أن رئيس الأركان العراقي عثمان الغانمي وصل تركيا في زيارة رسمية، والتقى نظيره خلوصي أكار.

ومن المتوقع أن يتباحث الطرفان العلاقات الثنائية، والتطورات بالمنطقة وخاصة على الساحة العراقية، أبرزها الاستفتاء الذي تزمع إدارة كردستان شمال العراق إجراءه يوم 25 من الشهر الجاري، والحرب ضد تنظيم الدولة.

وتأتي هذه التطورات جميعها في ظل رفض دول جوار العراق والمجتمع الدولي الخطوة الكردية للانفصال عن العراق، حيث وجهت أنقرة أمس "نداء أخيرا" إلى سلطات إقليم كردستان العراق لإلغاء الاستفتاء.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد ترأس أمس اجتماعيْ الحكومة ومجلس الأمن القومي، وقال المتحدث باسم الحكومة بكر بوزداغ إن الاستفتاء الكردي "يهدد أمن تركيا القومي بشكل مباشر".

وأضاف بوزداغ في مؤتمر صحفي أنه خلال اجتماع الحكومة "وضعنا كل الخيارات على الطاولة، ودرسناها واحدا تلو الآخر" دون أن يعطي تفاصيل.

من جهة أخرى، أعلن مجلس الأمن القومي التركي رفضه إجراء الاستفتاء واصفا إياه بغير القانوني، وحذر من أن هذا الاستفتاء إذا ما أُجريَ فإن تركيا ستحتفظ بحقوقها النابعة من المواثيق الدولية.

المصدر : الجزيرة