هامبورغ تستضيف قمة العشرين ومظاهرات تتوعد بالجحيم

German riot police block protesters during the demonstration during the G20 summit in Hamburg, Germany, July 6, 2017. REUTERS/Hannibal Hanschke
المنطقة المحيطة بمقر انعقاد قمة العشرين تشهد مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين ضد العولمة (رويترز)

تستعد مدينة هامبورغ الألمانية لاستقبال قمة مجموعة العشرين الجمعة وسط أجواء متوترة، بسبب أزمات دبلوماسية وخلافات عميقة بين واشنطن وعدد من أعضاء المجموعة.

وتشهد المنطقة المحيطة بمقر انعقاد القمة في هامبورغ مواجهات بين قوات الأمن الألمانية ومتظاهرين ضد العولمة.

وقد عبر المحتجون الذين قدر عددهم بأكثر من سبعة آلاف عن رفضهم لسياسات العولمة ومقررات القمة. وردد المتظاهرون هتافات منددة بالسياسات الرأسمالية والعولمة، وتدعو إلى حماية البيئة من التغير المناخي.

واستخدمت شرطة مكافحة الشغب مساء الثلاثاء خراطيم المياه وبخاخات الفلفل لإزالة مخيم احتجاجي ما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص وإثارة المخاوف من أعمال عنف أخرى في المدينة الواقعة شمالي ألمانيا.

ومن المتوقع نزول مئة ألف متظاهر إلى الشوارع على هامش القمة التي تبدأ الجمعة وتستمر يومين بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.

وقال مراسل الجزيرة في هامبورغ زاور شوج إن القمة تأتي في ظل خلافات كبيرة بين أعضائها، أبرزها الخلافات الأميركية الروسية، وخلافات تجارية بين أميركا وألمانيا، وأخرى بين أميركا والصين، إضافة إلى الأزمة الخليجية. وأضاف المراسل أن لقاء ترمب بنظيره الروسي يحظى باهتمام كبير.

وأشار المراسل إلى أن غالبية المشاركين في المظاهرات الرافضة للقمة هم من جيل الشباب المعترضين على احتكار الشركات الكبرى للاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن مطالبهم تتعلق بالتعليم والصحة وتوفير فرص عمل وضمان اجتماعي.

‪السلطات الألمانية نشرت نحو عشرين ألف شرطي في محيط الفعاليات‬  (رويترز)
‪السلطات الألمانية نشرت نحو عشرين ألف شرطي في محيط الفعاليات‬ (رويترز)

قلعة هامبورغ
ونشرت ثاني أكبر المدن الألمانية استعدادا لأكبر اجتماع دولي تشهده على الإطلاق نحو عشرين ألف شرطي في محيط الفعاليات، مزودين بمعدات مكافحة الشغب والآليات المدرعة والمروحيات وطائرات مراقبة دون طيار. وأقيم مركز للتوقيف يمكن أن يستوعب أربعمئة شخص، وجرى تخصيص قضاة للنظر في التوقيفات.

ودعا ناشطون مناهضون للعولمة ومجموعات مدافعة عن البيئة ونقابات وطلاب ومجموعات كنسية إلى ثلاثين مظاهرة قبل وخلال القمة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المنظمين قوله إن شعار المظاهرات "أهلا بكم في الجحيم" هدفه توجيه "رسالة مستعدة للقتال، لكنه أيضا يرمز إلى أن سياسات مجموعة العشرين في أنحاء العالم مسؤولة عن الظروف المشابهة للجحيم مثل الجوع والحرب والكوارث المناخية".

ومنعت سلطات مدينة هامبورغ تنظيم مسيرات من وسط المدينة وعلى طول الطرق المؤدية إلى المطار، مما حتم على المتظاهرين التوجه إلى المنطقتين البحريتين سان باولي وألتونا، بعيدا عن القمة.

وتعهد بعض الناشطين بتحدي المنع متوعدين بعصيان مدني وقطع طرق لتخريب التنظيم اللوجستي للقمة.

كما اتهم المتظاهرون السلطات بتحويل المدينة إلى "قلعة" ومنعهم من حقهم الدستوري الذي يضمن التجمع والتظاهر.

وتقول سلطات المدينة إنها لن تخاطر في مسألة حماية الزعماء ونحو عشرة آلاف من الموفدين وخمسة آلاف إعلامي من التهديدات الإرهابية والمظاهرات.

وتصاعدت الخلافات التي نقلت إلى المحاكم في الأسابيع القليلة الماضية، بشأن المخيمات الاحتجاجية عندما أزالت الشرطة الأحد ومرة أخرى مساء الثلاثاء مخيمات من حدائق عامة وساحات.

وفي أعقاب ذلك، عرض مسرح وكنائس ومواطنون تقديم مساحات لاستضافة بعض المتظاهرين القادمين من أماكن أخرى في ألمانيا وأوروبا.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية