فوضى الهجرة بطريق البلقان تثير قلقا دوليا
وكتب المفوض المكلف بشؤون الهجرة ديمتريس إفراموبولوس والوزير الهولندي المكلف بهذا الملف كلاس ديكهوف في بيان مشترك "نحن قلقون إزاء التطورات على طول طريق البلقان والأزمة الإنسانية التي يمكن أن تحصل في بعض الدول، خصوصا اليونان".
ودعا البيان "كل الدول والأطراف الواقعة على تلك الطريق إلى أن تحضر خطط الطوارئ اللازمة للتمكن من تلبية الاحتياجات الإنسانية بما يشمل قدرات استقبال" مهاجرين.
وأضاف أن المفوضية الأوروبية تعد في موازاة ذلك خطة طارئة "لتقديم الدعم في حال وقوع أزمة إنسانية خارج الاتحاد الأوروبي أو ضمن دوله، وكذلك التنسيق بشكل إضافي بشأن مسألة إدارة الحدود".
وكان رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس أعرب عن استيائه لنظيره الهولندي مارك روتي الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي إزاء "عجز" الاتحاد عن منع الدول الواقعة على طريق البلقان من تشديد رقابتها على المهاجرين.
وقال تسيبراس إن تشديد الرقابة على تدفق المهاجرين يتعارض "مع ما تقرر بالإجماع خلال القمة الأوروبية" الأسبوع الماضي.
مؤتمر فيينا
يأتي ذلك قبل يوم من مؤتمر يعقد في فيينا للدول الواقعة في البلقان على طريق المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا الشمالية، لكنه أثار جدلا بسبب عدم دعوة اليونان إليه.
وقد دعت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل ليتنر وزراء خارجية وداخلية كل من ألبانيا والبوسنة وبلغاريا وكوسوفو وكرواتيا ومقدونيا ومونتينغرو وصربيا وسلوفينيا إلى الاجتماع الذي تغيب عنه اليونان.
واليوم الثلاثاء أعلنت بلجيكا إعادة فرض مؤقت للرقابة على حدودها مع فرنسا، تحسبا لتدفق محتمل من المهاجرين بعد مغادرتهم مخيم كاليه العشوائي في شمال فرنسا، والقريب من مدخل نفق المانش.
قلق أممي
في غضون ذلك، قالت وكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن القيود الجديدة المفروضة على الهجرة على طول طريق البلقان "تسبب الفوضى في عدة نقاط حدودية".
وذكرت الوكالة في بيان أن التدابير التي اتخذتها النمسا وعدة دول بلقانية "تضع ضغطا خاصا على اليونان، في حين أن الدولة تبذل جهودا مضنية للتعامل مع أعداد أكبر من الأشخاص في حاجة لمأوى وخدمات".
وأضافت أنه حتى رغم أن معظم المهاجرين قد فروا من الحروب أو الاضطهاد "يبدو أن بعض الدول الأوروبية تركز على إبقاء اللاجئين والمهاجرين بعيدا عنها أكثر مما تركز على مسؤوليتها في إدارة التدفق والعمل من أجل حلول مشتركة".
وبدأت هذه الأزمة الجديدة نهاية الأسبوع بعدما أغلقت مقدونيا حدودها أمام المهاجرين الأفغان، لأن الدول الأخرى الواقعة على طريق المهاجرين تقوم بإعادة مجموعات من ذلك البلد.
واليوم الثلاثاء بدأت اليونان بنقل مئات من الأفغان الذين كانوا عالقين منذ الأحد الماضي على الحدود اليونانية المقدونية إلى أثينا لإيوائهم في مراكز مؤقتة.
وتعتبر اليونان بوابة العبور الرئيسية للمهاجرين الهاربين من الحرب والفقر الذين يصلون إلى أوروبا عبر تركيا، في أسوأ أزمة هجرة تشهدها القارة منذ أكثر من نصف قرن.