غارة أميركية على وزيرستان

Tribesmen gather at a site of a missile attack on the outskirts of Miranshah, near the Afghan border, October 12, 2008. Suspected U.S. drones fired two missiles on Saturday

مخلفات غارة أميركية سابقة على منزل قرب ميرانشاه (رويترز)

قتل ستة أشخاص في غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار على منطقة القبائل شمال غرب باكستان، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الباكستانية الأميركية توترا جديدا على خلفية التعاطي الباكستاني مع شبكة حقاني.

 
فقد نسبت وكالة الأنباء الفرنسية إلى مسؤولين أمنيين باكستانيين قولهم إن طائرة أميركية بدون طيار أطلقت الجمعة صاروخين على منزل في قرية خوشالي توريخل التي تبعد 40 كلم شرق ميرانشاه، المدينة الرئيسية شمال وزيرستان المتاخمة للحدود مع أفغانستان.
 
وأوضح أحد المسؤولين في بيشاور أن الغارة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وهم اثنان من أهالي المنطقة وأربعة مسلحين من أصول آسيوية كانوا يستخدمون المنزل الذي دمر تدميرا كاملا كمجمع لهم.
 
وأكد مسؤولان أمنيان في ميرانشاه الهجوم وعدد القتلى، مشيرين إلى أن ثلاثة مسلحين أصيبوا أيضا في الهجوم.
 
يذكر أن شمال وزيرستان تعد مقر قيادة شبكة حقاني والمعقل الرئيسي للمسلحين في المنطقة القبلية المتمتعة بشبه حكم ذاتي، وهي المسألة التي كانت في صلب التوتر الجديد في العلاقات الباكستانية الأميركية.
 

سراج الدين حقاني زعيم الشبكة التيتطالب واشنطن إسلام آباد بتصفيتها (أرشيف)
سراج الدين حقاني زعيم الشبكة التيتطالب واشنطن إسلام آباد بتصفيتها (أرشيف)

توتر جديد

وفي هذا السياق، سارعت وزارة الدفاع الأميركية إلى التخفيف من حدة التوتر القائم مع إسلام آباد عندما أعلنت الجمعة أن "قنوات التواصل تبقى مفتوحة" مع باكستان رغم الأزمة التي خلفتها الاتهامات الأميركية لأجهزة استخباراتية باكستانية بدعم بعض فصائل موالية لطالبان في أفغانستان وتحديدا لشبكة حقاني.
 
وقال المتحدث باسم الوزارة جورج ليتل إن قنوات التواصل مع الجانب الباكستاني ستبقى مفتوحة، مشددا على أن العلاقات بين البلدين لم تبلغ نقطة الانقطاع.
 
وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت باكستان -حليفتها في ما يسمى الحرب على الإرهاب- بتصدير العنف إلى أفغانستان المجاورة عبر دعمها لشبكة حقاني على الأراضي الباكستانية والتي تتهمها واشنطن بالوقوف وراء إصابة 77 جنديا أميركيا في كابل في وقت سابق من الشهر الجاري.
 
ودفع هذا الحادث رئيس الأركان الأميركي الأدميرال مايك مولن بالتهديد المباشر، مؤكدا أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي. كما طالب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إسلام آباد بقطع علاقاتها مع شبكة حقاني والمساعدة في تصفية قادتها، مهددا بأن واشنطن ستضطر للتحرك أحادياً.
 
الرد الباكستاني
وردت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا ربّاني خار على هذه التصريحات بالتهديد بقطع تحالفها مع الولايات المتحدة إذا واصلت الإدارة الأميركية اتهام إسلام آباد بدعم مسلحين.
 
ونفت خار في تصريح أمس الجمعة لقناة "جيو.تي.في" الباكستانية ما أسمتها المزاعم الأميركية باستخدام أجهزة الاستخبارات الباكستانية شبكة حقاني المرتبطة بحركة طالبان كذراع افتراضية لها للتحرك في أفغانستان ضد القوات الأفغانية وقوات التحالف.
 
كما نفى رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني المزاعم الأميركية، وقال إن الأميركيين "لا يحسنون التعامل مع باكستان وهم لا يستطيعون العيش من دونها".
المصدر : وكالات