مظاهرات نرويجية ضد اغتيال الرنتيسي

مظاهرة بالنرويج أمام السفارة الإسرائيلية بأوسلو احتجاجا على الجدار العازل

سمير شطارة- أوسلو

أثارت عملية اغتيال زعيم حركة حماس في غزة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ردود فعل غاضبة لدى أبناء الجالية العربية والإسلامية وقطاع واسع من النرويجيين في أوسلو.

فقد خرج أكثر من ألف متظاهر فور سماع خبر الاغتيال في العاصمة النرويجية أوسلو متجهين نحو السفارة الإسرائيلية، وقامت قوات الشرطة ومكافحة الشغب المتعسكرة حول السفارة الإسرائيلية والأميركية بشكل مستمر بتفريق المتظاهرين قبل الوصول إليهما. غير أن عددا كبيرا من المتظاهرين تمكن من الوصول إلى السفارة الإسرائيلية، وقام المتظاهرون برشقها بالحجارة والزجاجات الفارغة وسط شعارات تندد بعملية الاغتيال وتنادي بالموت لإسرائيل.

ولم تخل المظاهرة من مصادمات بين المتظاهرين الغاضبين ورجال مكافحة الشغب، وقد أصيب عدد من المتظاهرين كما اعتقل عدد آخر.

وأقامت الجاليات العربية والإسلامية في النرويج والسويد صلاة الجنازة على روح الشهيد الرنتيسي، وأكد إمام وخطيب الرابطة الإسلامية في أوسلو الشيخ كمال عمارة أن الشهادة لم تكن لتثني عزائم الفلسطينيين، وأن شهادة الدكتور الرنتيسي وقبلها شهادة مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين إنما هي رغبة تمنياها ثم نالاها بكل جدارة.

ودعا عمارة الحكام العرب إلى التنحي عن كراسيهم وإعطاء الشعوب فرصة لاختيار قيادة راشدة تستطيع أن تعمل شيئاً إزاء الخطب الذي يحدق بالشعب العربي والإسلامي، كما دعا إلى وقفة جادة مع فكرة مقاطعة كل المنتجات الإسرائيلية والأميركية.

من جانبه شن بيل كريستاد أحد كبار الناشطين لحقوق الإنسان في النرويج هجوماً عنيفاً على سياسة الولايات المتحدة الأميركية في العالم، وانتهاجها ازدواجية المعايير خاصة في ما يتعلق بإسرائيل.

وقال كريستاد للجزيرة نت إنه لم يكن ليحدث كل هذه المجازر في حق الشعب الفلسطيني الأعزل لولا المباركة والتشجيع الأميركي لإسرائيل، مؤكداً أن سياسة الولايات المتحدة في العراق وتحيزها الكامل لإسرائيل من شأنه أن يفرخ حلقات كثيرة من العنف والإرهاب المقابل.

وأكد كريستاد أن العالم اليوم يحكم بشريعة الغاب، وسط تجاهل الولايات المتحدة لدور الأمم المتحدة وعدم اكتراثها بدول الاتحاد الأوروبي، واعتبر أن خطر إسرائيل والولايات المتحدة لا ينحصر في منطقة الشرق الأوسط بل خطرهما يهدد العالم بأسره.

ووصف فينكا آرثوم رئيس لجنة فلسطين -وهي منظمة نرويجية غير حكومية- عملية اغتيال الرنتيسي بالخزي والعار على جبين الدولة الإسرائيلية.

وطالب آرثوم بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون للمحاكمة على أنه مجرم حرب، وأكد آرثوم للجزيرة نت أن التشجيع الأميركي والصمت العالمي على الانتهاكات المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني هو ما يدفع إسرائيل لممارسة ما يحلو لها دون النظر إلى أي رادع، مشيرا إلى عدم تعرض إسرائيل لأي عقوبة دولية في أي محفل رسمي.

كما أدان عدد من الأحزاب السياسية النرويجية عملية الاغتيال، ووصفها بأنها نقطة سوداء تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وقال حزب العمل أكبر الأحزاب السياسية النرويجية إن عملية الاغتيال لم تكن لترى النور لولا الدعم الأميركي لإسرائيل.

وعلى الصعيد الرسمي أدان وزير الخارجية النرويجي جان بيترسن عملية الاغتيال وأكد للجزيرة نت أن العملية ليس لها أي غطاء شرعي أو قانوني، كما أكدت وزارة الخارجية النرويجية أن من شأن العملية تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط وإعاقة استمرار العملية السلمية، كما حثت كافة الأطراف على التعقل والجلوس إلى مائدة المفاوضات واستئناف محادثات خريطة الطريق.

______________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة