مستودعات بلغراد ستهدم والمهاجرون حائرون

Migrants eat free food during a snowfall outside a derelict customs warehouse in Belgrade, Serbia January 9, 2017. REUTERS/Marko Djurica
سكان مستودعات بلغراد عندما دهمهم صقيع البلقان (رويترز-أرشيف)

تستعد السلطات الصربية لهدم المستودعات المهجورة في محطة قطارات بلغراد خلال أيام، ليزول معها آخر معلم من معالم شقاء المهاجرين على الطريق المعروف بطريق البلقان.

وقد غادر بعض المهاجرين الذين يعيشون هناك وسط القذارة من تلقاء أنفسهم، إلا أن آخرين أصروا على البقاء رغم الضغوط التي تمارس عليهم.

وتوعدت حفنة من الشباب الباكستانيين والأفغان أمس الأول الثلاثاء بشن إضراب مفتوح عن الطعام إذا أعادت السلطات الصربية تسكينهم في مخيمات، تمهيدا لتسوية المبنى بالأرض.

وقال شاب باكستاني في العشرين يدعى محمد "لا أريد الانتقال إلى مخيم.. نحن لا نصدقهم.. نخشى أن يحبسونا ثم يلقوا بنا خارجا".

وحاول مسؤول صربي أن يقنع المجموعة المتمترسة بالمكان بالموافقة على مغادرته والذهاب إلى مخيم "صمبور" القريب من حدود صربيا مع المجر حيث الطريق المحتمل باتجاه الغرب، علما بأن المخيم المذكور الواقع على بعد 170 كلم شمالي بلغراد كان يمثل العرض الأخير الذي قدمه مكتب المفوض الصربي لشؤون اللاجئين للمقيمين في المستودعات.

مضى على وجود عدد من اللاجئين في المستودعات منذ الصيف الماضي، علما بأنهم جربوا أكثر من مرة التسلل عبر الحدود، لكنهم كانوا يردون على أعقابهم عند إلقاء القبض عليهم

صور مريعة
وكانت تلك المستودعات قد استرعت الانتباه إثر موجة الصقيع التي ضربت البلقان وظهرت معها الصور المريعة لنحو ألفي شخص وهم يحتمون من التجمد بإشعال النار بما يتيسر من المواد القابلة للاشتعال كي يحصلوا على شيء من الدفء.

وعلق المهاجرون في "الأكواخ"، وهو الاسم الذي أطلق على تلك المستودعات بعدما أغلقت كرواتيا والمجر حدودهما لمنع المهاجرين من إكمال رحلتهم إلى الدول الغنية في الاتحاد الأوروبي.

ومضى على وجود عدد منهم هناك منذ الصيف الماضي، علما بأن هؤلاء جربوا أكثر من مرة التسلل عبر الحدود، لكنهم كانوا يردون على أعقابهم عند إلقاء القبض عليهم.

ويعيش محمد في "الأكواخ" منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويقول إنه ضبط مرتين أثناء محاولته التسلل وأجبر على العودة.

أما الأفغاني رياض (21 عاما) فقد حاول السفر في الخريف إلى فرنسا، لكن محاولته أجهضت وأعيد إلى بلغاريا، وهي البلد التي دخل منها إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.

ويقول رياض في دردشة عبر الفيسبوك إنه كرر المحاولة وفشل، وهو يقيم الآن في مخيم في بريشوفو جنوبي صربيا على أمل أن يستريح كي يحاول مرة أخرى، وقال "سأحاول الذهاب ثانية خلال أسبوعين".

لكن إذا هدمت السلطات الصربية المستودعات خلال الشهر الجاري وحظرت تجمعات المهاجرين في الحديقة القريبة كما هو متوقع، فإن رياض وأمثاله سيفقدون مكانا يلتقون فيها خلال محاولاتهم المتكررة للوصول إلى الحدود.

ويقول المفوض الصربي للاجئين سلوبودان شوشيتش "سيتم إسكان المهاجرين في مخيمات نظامية، وسيتم هدم المستودعات خلال عشرين يوما".

ألف مهاجر
وتشير إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجين إلى أن 7300 مهاجر ولاجئ موجودون حاليا في صربيا، يقيم نحو ألف منهم خارج المخيمات.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية مريانا إيفانوفيتش ميلنكوفسكي إن 300 شخص -بينهم 90 قاصرا- وافقوا على تسكينهم في مخيمات نظامية منذ بدأت تحضيرات الهدم يوم الأحد الماضي. وتضيف أن عملية إعادة التسكين تمت بموافقة ودعم السلطات الصربية.

ومضت ميلنكوفسكي قائلة "ليس مقبولا أن يبقى هؤلاء مقيمين في تلك الظروف.. لقد منحو خيارا ومكانا يأوون إليه ومنحوا وقتا للتفكير.. نأمل أن يوافقوا على المغادرة".

المصدر : الألمانية