مخيم هرسوس.. حل مؤقت لأزمة مستمرة

مخيم هرسوس للاجئين شمالي اليونان
مخيم اللاجئين الجديد في منطقة هرسوس شمالي اليونان (دويتشه فيلله)

منحت وزارة الدفاع اليونانية الضوء الأخضر للصحفيين لزيارة مخيم اللاجئين الذي تم إنشاؤه حديثا في بلدة هرسوس شمالي اليونان ليكون بديلا عن المخيم الذي أنشأه اللاجئون بأنفسهم في بلدة إيدوميني على الحدود مع مقدونيا. والمخيم الأخير قيد الإغلاق بتأثير قطع طريق البلقان أمام طالبي اللجوء.

أول ما شاهده الإعلاميون عند ذهابهم لمعاينة المكان كان مظاهرة نظمها نحو 50 فتى من أبناء اللاجئين رفعوا خلالها لافتات باللغة الإنجليزية كتب عليها "نطالب بالإنسانية"، كما رددوا هتافات لميركل وألمانيا.

يشار إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نصحت اللاجئين في خطابها أمام البرلمان الألماني الأربعاء الماضي بضرورة التوجه إلى أماكن الاستيعاب الجديدة، لأنها مجهزة بشكل أفضل مقارنة بمكان إقامتهم في إيدوميني.

يتسع مركز استقبال اللاجئين الجديد لحوالي 4800 شخص. وهو يحمل اسم قرية مجاورة. وتعني "هرسوس" باليونانية "الأراضي البور" حيث كانت هذه المنطقة، التي يبلغ مداها 6.5 هكتارات، تابعة للجيش لفترة طويلة.

في نهاية شباط/فبراير الماضي أصدر المقدم توماس غافرانوبولوس أوامر ببناء منطقة استيعاب جديدة للاجئين، حيث بدأ الجنود يوم 28 فبراير/شباط الماضي بنصب الخيام، وقبل أن ينتهي اليوم الأول كان عدد اللاجئين في المخيم قد بلغ 1159 لاجئا. وفي اليوم التالي جاء 699 لاجئا آخر، ثم تبعهم 129 لاجئا آخر، حتى بلغ مجموع اللاجئين لغاية 17 مارس/آذار 3815 لاجئا.

سوريون وعراقيون
ويحمل معظم هؤلاء اللاجئين وثائق سورية، في حين أتى البعض الآخر من العراق. وبذلك نجحت جهود المقدم غافرانوبولوس في استقدام آلاف اللاجئين من العاصمة اليونانية أثينا ومن مدينة كافالا الساحلية، في حين يبقى عدد اللاجئين القادمين من إيدوميني ضئيلا جدا، رغم أن الكثير منهم يتوق إلى مغادرة إيدومني باتجاه هرسوس.

عند وصول اللاجئ إلى هرسوس يتعين عليه أولا إظهار شهادة التسجيل التي حصل عليها لدى وصوله إلى الجزر اليونانية. وبعد تسجيل بياناته يحصل على كيس للنوم وبعض المعدات التي تساعده على تلبية احتياجاته اليومية. ثم يتم توزيع اللاجئين على الخيام، حيث توجد خيمتان كبيرتان تابعتان للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بالإضافة إلى 400 خيمة أخرى تتسع كل واحدة منها لثمانية أشخاص.

غير أن العيب الكبير لهذه الخيام يكمن في أنها مفتوحة من الأسفل. وهو ما يعني أن اللاجئين ينامون على الأرض الجرداء، وأحيانا على الأرض الموحلة. ويثير هذا الأمر استياء الكثير من اللاجئين على غرار اللاجئ عمار الذي عّبر عن غضبه، وقال "نحن لسنا حيوانات، نحن بشر".

طهاة
ليس كل شيء يبعث على الأسى في هرسوس، فلغاية الجمعة الماضي كان هناك طهاة من الجيش يحضرون الطعام ويقدمونه للاجئين، قبل أن يتم تكليف شركة متخصصة بتزويد اللاجئين بالطعام ثلاث مرات في اليوم. كما تم توكيل شركة أخرى بالحفاظ على نظافة المراحيض الـ27 الموجودة في المخيم، بالإضافة إلى خمسة أماكن مخصصة للاستحمام.

ويسهر فنيو الكهرباء على توفير الإنارة للمخيم والأماكن المحيطة به. أما الرعاية الصحية فتولاها منذ البداية الصليب الأحمر اليوناني، الذي سيعاونه أطباء ألمان وفنلنديون من الصليب الأحمر الدولي من بينهم طبيب فنلندي مختص في جراحة الأطفال.

أطفال اللاجئين يتظاهرون في هرسوس (دويتشه فيلله)
أطفال اللاجئين يتظاهرون في هرسوس (دويتشه فيلله)

وستبدأ منظمات خيرية أخرى بدورها بتقديم المساعدة لسكان المخيم في الأيام القليلة المقبلة تدريجيا، مثل المفوضية العليا للاجئين. ويقوم متطوعون من منطقة كيكلس المجاورة حاليا بالمساعدة في تنظيم المخيم جنبا إلى جنب مع ممثلي البلدية والهيئات التي تعنى باللاجئين.

وبالقرب من مخيم هرسوس يوجد أيضا مخيم لاجئين ثان يسمى بوليكاسترو. وفي حال قدوم اللاجئين الموجودين في إدومني لهذين المخيمين فإن عدد اللاجئين في هذه المنطقة سيشكل حوالي نصف اللاجئين الموجودين على أراضي اليونان.

يبدي اليونانيون استعدادا كبيرا لتقديم المساعدة، فهم بدورهم لديهم تجارب متشابهة، وذلك بعد أن اضطر أجدادهم في عشرينيات القرن الماضي لمغادرة تركيا. ويصف إستفانوس -وهو متطوع يوناني- التعاون بين الجيش والمنظمات المدنية في المخيم بأنه يتم "على أحسن وجه".

المصدر : دويتشه فيله