لجنة الإنقاذ الدولية: موجات الصقيع القارس تهدد حياة آلاف النازحين السوريين

سوريا - ريف حلب: تسببت العاصفة الثلجية بأضرار لأكثر من 72 مخيما للنازحين السوريين شمال غربي سوريا
العاصفة الثلجية تسببت في أضرار لأكثر من 72 مخيما للنازحين السوريين شمال غربي سوريا (الجزيرة)

حذرت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) -في بيان لها- من أنه مع تعرض منطقة الشرق الأوسط لـ3 جبهات باردة هذا الأسبوع وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر؛ سيكافح الآلاف من النازحين السوريين من أجل البقاء دافئين.

وقالت اللجنة -وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والتنمية الدولية- إنه لا يزال 2.8 مليون شخص نازحين بسبب النزاع في شمال غربي سوريا، ويعيش 1.7 مليون من النازحين (80% منهم من النساء والأطفال) في مخيمات غير رسمية مكتظة وأبنية غير مكتملة.

ومع وصول درجات الحرارة إلى 5 درجات مئوية تحت الصفر ليلا هذا الأسبوع، يهدد الصقيع والأمطار الغزيرة وتساقط الثلوج بمفاقمة معاناة مئات الآلاف من الذين يقيمون في خيام مؤقتة وفي ظروف سكن سيئة.

وفي الوقت نفسه، يستمر الصراع الحالي جنبا إلى جنب مع جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) في تدمير الحياة وسبل العيش وإعاقة الاستجابة الإنسانية، مما يسهم في أزمة مدمرة في شمال غربي سوريا.

وبينما تكافح فرق الاستجابة الإنسانية لتوسيع نطاقها لتلبية المستويات المتزايدة من الاحتياجات المصاحبة لظروف الشتاء القاسية، فإن هذه التحديات ستستمر فقط في الازدياد.

وأظهرت دراسة أجريت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن 61% من المنازل الإسمنتية في 680 مخيما للنازحين في إدلب وحلب لم تكن لها أسقف، وكانت مغطاة بألواح للحماية من العوامل الجوية فقط.

كما احتاجت 85% من "الكرفانات" (البيوت المتنقلة) إلى مواد عازلة للماء لأنها بدأت بالفعل التسريب. بالإضافة إلى ذلك، تفتقر أكثر من 91 ألف خيمة إلى العزل المائي، منها 42 ألف خيمة تضررت وتحتاج إلى استبدال.

وفي دراسة أخرى أجريت العام الماضي، وغطّت جميع المخيمات في الشمال الغربي؛ تم تسجيل 157 حريقا، وتضرّرت 302 خيمة نتيجة ذلك، كما تأثّر 611 مخيما بالكوارث الطبيعية، مما أدى إلى تدمير أكثر من 3 آلاف خيمة وإلحاق الضرر بأكثر من 248 ألف شخص.

الصّقيع والأمطار الغزيرة وتساقط الثّلوج تهدد بمفاقمة معاناة مئات الآلاف من النازحين السوريين (الجزيرة)

يقول أحد اللاجئين الذي نزح مع زوجته وطفليه إلى مخيم في شمال غربي سوريا إنه "بسبب العاصفة الثلجية دُمّرت الخيمة التي أقمت فيها أنا وعائلتي بالكامل، وتضرّرت كافة ممتلكاتنا. نحن نفتقر إلى كل ضروريات الحياة من المأوى المناسب إلى مصادر التدفئة والطعام؛ فالجو قارس البرودة ونحتاج إلى مساعدة عاجلة".

وتقول مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في سوريا تانيا إيفانز إنه "يتعين على النازحين السوريين أن يقرّروا إذا كانوا سينفقون ما تبقى من أموالهم على تدفئة أسرهم أو شراء الطعام؛ ففي كل شتاء تتعرض خيامهم للتّلف أو التمزّق بسبب الرياح العاتية والأمطار والثلوج".

وتضيف أنه "خلال 24 ساعة الماضية، تلقّينا تقارير عما لا يقل عن 30 مخيما غير رسمي تأثّروا بالعاصفة الحالية. يحرق السوريون حرفيّا أي شيء يمكنهم العثور عليه لإشعال النار للتدفئة، ونحن قلقون للغاية من تعرّضهم لأدخنة قد تؤدي إلى الاختناق أثناء النوم أو إلى حرق خيامهم".

ومع وجود العديد من التهديدات التي تحيط بالمنطقة من الأعمال العدائية المستمرة، إلى المخاوف من ظهور متحور أوميكرون الجديد وانهيار الاقتصاد؛ دعت لجنة الإنقاذ الدولية المجتمع الدولي في بيانها لضمان تمويل المساعدات في فصل الشتاء من أجل توفير المأوى المناسب ومصادر التدفئة الآمنة والمواد الغذائية الأساسية.

كما دعت اللجنة في بيانها جميع أطراف النزاع في الشمال الغربي إلى الوفاء بشكل عاجل بالتزاماتهم بوقف إطلاق النار وضمان قدرة العاملين في المجال الإنساني والطبي على الاستجابة للأزمة الإنسانية بطريقة آمنة وفعالة وفي الوقت المناسب.

المصدر : مواقع إلكترونية