رحيل جماعي لأطفال ألبانيا إلى بريطانيا

A boy works on the family farm in an area of Albania from where many young people have fled abroadELIE GARDNER
طفل يعمل في مزرعة عائلته شمالي ألبانيا حيث هرب العديد من الشباب إلى الخارج (صنداي تايمز)

أفادت صحيفة صنداي تايمز البريطانية بأن واحدا من كل ثمانية شباب غير مصحوبين بذويهم يطلبون اللجوء في المملكة المتحدة هم من ألبانيا التي تشهد هجرة جماعية نحو الشمال.

ووفق الداخلية البريطانية تقدم أكثر من 400 طفل ألباني بطلب للحصول على اللجوء في المملكة المتحدة العام الماضي، وهو ما يجعله الرقم الثاني بعد الأفغان.

وبحسب الصحيفة، تشل الأسر الألبانية نفسها ماليا بطلب قروض ضخمة من أقاربها ومقرضين محليين لدفعها للمهربين من أجل تسهيل رحلة أبنائها إلى بريطانيا.

وفي ملعب خارج مدرسة سكندربيو المتوسطة، تلتف مجموعات من الأولاد حول كرة قدم.. ليس هنا كثير عمل للقيام به في هذه البلدة النائية في جبال شمال ألبانيا، حيث فرص العمل قليلة والفقر منتشر.

يقول أديسون دوتي (17 عاما) بينما كان زملاؤه يطاردون الكرة حوله "بالنسبة للأولاد المراهقين، هناك مخرج واحد فقط: الذهاب إلى إنجلترا من أجل حياة أفضل". ويضيف "سأقوم بأي عمل.. لقد ذهب أخي وأصدقائي.. أشعر بالغيرة.. هذا هو حلمي".

غادر شقيق دوتي البلدة قبل أربع سنوات، وهو ضمن مئات الفتيان من هذه المنطقة، بعضهم لم يتجاوز الـ13 من عمره، وتدفع عائلاتهم آلاف الجنيهات إلى مهربي البشر لنقلهم إلى بريطانيا.

ووفق الصحيفة فإن كثيرا من الأطفال الألبان ينتهي بهم المطاف يعملون بشكل غير قانوني في مواقع البناء أو في غسيل السيارات في لندن.

وتعيش هذه المدينة الصغيرة على المال الذي يرسل من بريطانيا. منازل الطوب الجديدة المبنية بالأموال التي تم الحصول عليها في أماكن مثل كينغستون وساري وباركينغ في شرق لندن، تقف بجانب الهياكل المتساقطة التي يعود تاريخها إلى سنوات الشيوعية.

ويقدر المسؤولون المحليون أن بطالة الشباب تصل 80% في بلد نادرا ما تتجاوز الأجور فيه 270 جنيها إسترلينيا في الشهر (نحو 350 دولارا) بالنسبة لأولئك المحظوظين الذين عثروا على عمل.

ويقول مدير المدرسة فالمور نوتي "الناس يغادرون هذا المكان كل يوم… الكثير من تلاميذي يغادرون التعليم للانتقال إلى إنجلترا.. معظمهم يذهب بشكل غير قانوني. إنهم يبحثون عن عمل وحياة أفضل.. من الصعب جدا العثور على عمل هنا".

ويقول المسؤولون المحليون إنه لا حيلة لإقناع الشباب بالبقاء حيث لا عمل.

ورغم أن ألبانيا ليست جزءا من الاتحاد الأوروبي، فيمكن لمواطنيها السفر دون تأشيرة دخول إلى البلدان الواقعة داخل منطقة شنغن. وغالبا ما يسافر الأطفال في النهاية إلى كالييه شمالي فرنسا ومن هناك يدفعون أموالا طائلة لمهربي البشر لنقلهم إلى بريطانيا.

المصدر : الصحافة البريطانية