مهجرو حي الوعر يرفضون "معيشة الذل"

صور من تهجير أهالي حي الوعر / الدفعة العاشرة
أهالي حي الوعر هجّروا من بيوتهم ضمن اتفاق بين المعارضة والنظام برعاية روسية (الجزيرة)

جلال سليمان-الجزيرة نت

بعد رحلة شاقة إلى مخيم زوغرة بمدينة جرابلس، تفاجأ مهجرو الدفعة التاسعة من سكان حي الوعر في حمص من عدم وجود خيام تؤويهم وأطفالهم، مما جعلهم يرفضون ما وصفوها بمعيشة الذل.

وقد اضطر كثير منهم للمبيت في العراء بقية يومهم لتأتي بعدها الشرطة التركية برفقة أحد المسؤولين الأتراك عن المخيم وتنشئ خيما كبيرة أطلق عليها المهجرون اسم "الهنغارات"، تتسع الواحدة منها لست أو سبع عوائل.

وقد أجبر هذا الوضع كثيرين على الإقامة بشكل جماعي، بينما اشتكى آخرون من أن هذه الخيام لا توفر لهم الراحة ولا الخصوصية.

وأكد أحد المهجرين للجزيرة نت أن أحد المسؤولين عن المخيم أبلغهم أن الخيم الكبيرة التي تم إنشاؤها هي خيارهم الوحيد للسكن في الوقت الحالي دون تقديم موعد محدد لإنشاء خيم تحفظ لهم خصوصيتهم.

وقد فوجئ سكان قرية تركمان بارح (50 كلم شمال مدينة حلب) بقدوم المهجرين مما تسبب لهم أزمة، في سبيل تأمين المبيت والطعام لهم.

ويوجد حاليا كثير من المهجرين مع أمتعتهم في شوارع القرية بانتظار إيجاد حل لمشكلتهم.

واعتبر مهجّرون غاضبون أن العودة إلى حي الوعر وتسوية أوضاعهم لدى النظام السوري والبقاء في منازلهم أفضل لهم مما سموها "معيشة الذل"، في وقت ترك آخرون المخيم وتوجهوا إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

وضمت الدفعة التاسعة التي خرجت الجمعة الماضية 1721 شخصا منهم 573 امرأة و641 طفلا و507 رجال بينهم عدد من مقاتلي المعارضة.

وكان من المفترض أن تكون الدفعة 2500 شخص، إلا أن قسماً منهم قرر تغيير وجهته من جرابلس نتيجة سوء وضع المخيمات والخدمات فيها واتجهوا إلى محافظة إدلب، حسب أحد أعضاء لجنة التفاوض في حي الوعر.

وتأتي عملية التهجير ضمن اتفاق توصلت إليه المعارضة مع النظام برعاية روسية منتصف مارس/آذار الماضي. ويقضي هذا الاتفاق بخروج كل من يرغب من الحي باتجاه ثلاث وجهات: جرابلس وإدلب وريف حمص الشمالي.

كما يقضي الاتفاق بفك الحصار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لمن قرر البقاء في الحي، لتدخله عقبها قوات النظام رفقة شرطة روسية.

وكانت ثمان دفعات قد خرجت من الحي، وضمت نحو 15 ألف شخص. وقد اتجهت ست دفعات إلى جرابلس بريف حلب، واثنتان إلى محافظة إدلب، في وقت فضلت نحو 15 عائلة العودة من جرابلس إلى حي الوعر ذاته.

المصدر : الجزيرة