الأمم المتحدة ترجح وفاة آلاف السوريين جوعا

أطفال المناطق المحاصرة هم من يدفع الثمن الأكبر للحصار والجوع
الأطفال والشيوخ يدفعون الثمن الأكبر للحصار الذي يفرضة نظام بشار الأسد على السوريين (الأناضول)

أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين اليوم أن الجوع قد يكون أودى بحياة الآلاف خلال الحصار الذي يؤثر على نحو نصف مليون شخص بسوريا.

وقال زيد بن رعد الحسين في كلمة افتتاحية للدورة الـ31 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن سوريا تشهد انتهاكات جسيمة بعد اتفاق وقف إطلاق النار من خلال استهداف المستشفيات وإلقاء عشرات الآلاف من القنابل على المدنيين، وأشار الحسين إلى أن تكرار هذه الاعتداءات يحرم كثيرين من حقوقهم وحياتهم.

وأضاف أن "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه بوصفه سلاح حرب"، مشيرا إلى أن حصار المناطق يقع في الخانة نفسها، وأن "الغذاء والأدوية وغيرهما من مساعدات إنسانية ملحة  تمنع من الدخول بشكل متكرر".

وفي سياق متصل، كان منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا يعقوب الحلو قال -في بيان له الأحد- إن المنظمة الدولية وهيئات الإغاثة الشريكة تعتزم تقديم مساعدة لإنقاذ أرواح 154 ألف شخص في مناطق محاصرة خلال الأيام الخمسة المقبلة.

وجاء تصريح الحلو استنادا إلى دخول قرار وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ السبت الماضي، موضحا أنه في حال موافقة أطراف الصراع فإن الأمم المتحدة مستعدة خلال الربع الأول من العام الجاري لتسليم معونات لنحو 1.7 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها، حيث تقدر المنظمة الدولية أن نحو خمسمئة ألف شخص يعيشون تحت الحصار من بين 4.6 ملايين شخص يعيشون في مناطق سورية يصعب إيصال المساعدات إليها.

وأشار الحلو إلى أن الأمم المتحدة تعتزم إرسال مساعدات اعتبارا من اليوم الاثنين والأيام التالية إلى مدينة معضمية الشام، التي تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق وتحاصرها قوات النظام، لكن دير الزور المحاصرة، التي بها أكبر عدد من الأشخاص (مئتا ألف شخص)، لا يشملها اتفاق وقف إطلاق النار لأنها محاصرة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المستثنى من الاتفاق.

ورأى المسؤول الأممي أن وقف العمليات القتالية يمثل أفضل فرصة للشعب السوري للتوصل إلى سلام واستقرار دائمين، مشددا على أنه دون وجود عملية سياسية ذات مغزى وحل سياسي، فإن وقف العمليات القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية لن يكونا كافيين لإنهاء الأزمة في سوريا.

وفي السياق نفسه، طلبت منظمة الصحة العالمية اليوم الوصول إلى المناطق المحاصرة بهدف إيصال المساعدة الطبية، لكن ممثلة المنظمة في سوريا إليزابيث هوف ذكرت أن السلطات السورية رفضت الموافقة على طلبات عدة، وقالت "في عام 2015، قدمت منظمة الصحة العالمية 102 طلب، وتمت الموافقة على ثلاثين منها، بينما لم يصلنا رد بشأن الـ72 الباقية".

يذكر أن حالات الموت جوعا مستمرة في بلدة مضايا الواقعة بريف دمشق نتيجة نقص المواد الغذائية بسبب حصار تفرضه قوات نظام بشار الأسد ومليشيات حزب الله اللبناني منذ شهور، ولم تستطع المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة إيقاف معاناة البلدة.

المصدر : وكالات