مرضى القصور الكلوي بدوما ينتظرون العلاج أو الموت

أثار الدمار جراء غارات من الطيران الحربي على دوما.jpg
آثار الدمار جراء غارات من الطيران الحربي على دوما (ناشطون-أرشيف)

يعاني سكان مدينة دوما المحاصرة من قبل قوات النظام السوري منذ العام 2012 من نقص في المواد الأساسية، ولم تدخل لهم أي مساعدات إنسانية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونتيجة لذلك يعيش مرضى غسيل الكلى معاناة لا توصف.

ويقول مسؤول مركز غسيل الكلى في المدينة محمد الصادق إن ثلاثة أشخاص توفوا في شهر فبراير/شباط الماضي نتيجة تأخر دخول المواد اللازمة لإجراء جلسات غسيل الكلى. ونتيجة النقص في المواد تم تخفيض عدد الجلسات لكل مريض.

وأنشئ المركز عام 2013 في طابق سفلي لأحد المباني، وهو عبارة ببساطة عن قاعة تتضمن خمسة أسرة للمرضى وسبعة أجهزة غسل الكلى، لا يعمل منها سوى ثلاثة.

ويوضح أن المريض الذي كان يخضع لجلستين أو ثلاث في الأسبوع بات يكتفي بجلسة واحدة. ومع تأخر إدخال المواد أكثر، أجبروا على القيام بجلسة واحدة كل عشرة أيام.

وتتطلب جلسة غسل الكلى معدات عدة بينها إبر وأنابيب ومصاف بالإضافة إلى مواد التنظيف الضرورية ومواد وأدوية، ونتيجة الحصار يعتمد مركز غسل الكلى على المعدات والأدوية التي تؤمنها قافلات مساعدات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي ومع تضييق قوات النظام حصارها على دوما، أدخل الهلال الأحمر السوري مرة واحدة في التاسع من مارس/آذار الجاري مواد لـ250 جلسة غسل كلى، مما يكفي المركز لشهر واحد فقط.

لكن هذه المواد لن تدوم طويلا، ومصيرها الانتهاء، وبالتالي سيجد عشرات المرضى أنفسهم مجددا من دون جلسات غسيل الكلى الضرورية لإنقاذ حياتهم.

وفي مركز غسل الكلى، تنتهي خيرية (58 عاما) من جلستها، يمسك زوجها بيدها وتتوجه بالسؤال إلى صادق عن موعد الجلسة المقبلة ليأتيها الجواب مفاجئا "الأسبوع المقبل".

تسأل خيرية "لماذا الأسبوع المقبل؟ أنا مرهقة جدا". ويجيبها صادق بخجل "هذه هي قدرتنا، الكمية (المواد) التي حصلنا عليها لا تكفي لشهر". تخرج خيرية من المركز مرددة "إذا لم أتمكن من المجيء للجلسة المقبلة، ترحموا علي".

المصدر : الجزيرة + الفرنسية