فرنسا تبتكر جهازا للكشف عن إيبولا

فرنسا تبتكر أسرع اختبار لكشف ايبولا - صور أمدتنا بها الوكالة الفرنسية للطاقة الذرية
صور للاختبار من الوكالة الفرنسية للطاقة الذرية

عبد الله بن عالي-باريس

اخترع باحثان فرنسيان جهازا يمكّن من إجراء اختبار للكشف عن الإصابة بفيروس إيبولا في مدة ربع ساعة فقط. ووصف القائمون على قسم الكيمياء الحيوية وعلم السموم النووي في المفوضية الفرنسية للطاقة الذرية الاختراع الجديد بأنه "ملائم تماما" لحالة الطوارئ الصحية التي تشهدها حاليا عدة مناطق من العالم بسبب تفشي إيبولا.

وأودى الوباء بحياة أكثر من 4870 شخصا أغلبهم في ثلاثة بلدان أفريقية، هي ليبيريا وغينيا وسيراليون.

وفي مقابلة هاتفية مع الجزيرة نت، أوضح لوران بيلانجية -وهو أحد باحثين ابتكرا الجهاز- أن الاختبار يشبه اختبار الكشف عن الحمل، ويتم عبر وضع نقطة واحدة من دم الشخص أو بوله أو عينة من البلازما في الجهاز الذي يستطيع خلال 15 دقيقة أن يثبت الإصابة أو ينفيها.

وأضاف العالم الفرنسي الذي كان يتحدث من مختبره في موقع مركول النووي بجنوب فرنسا، أن طريقة التشخيص الجديدة يمكن استخدامها ميدانيا في أي مكان دون حاجة إلى معدات خاصة، مشيرا إلى أن ذلك يمثل مكسبا مهما بالنظر إلى أن اختبارات الكشف عن الفيروس لا تُجرى حاليا إلا في المختبرات الطبية ولا تُعرف نتائجها إلا بعد ثلاث ساعات على الأقل.

الاختبار يشبه اختبار الكشف عن الحمل، ويتم عبر وضع نقطة واحدة من دم الشخص أو بوله أو عينة من البلازما في الجهاز
 

سنتان
وردا على سؤال عن كيفية التوصل إلى هذا الاختراع، قال بيلانجيه إنه يعمل مع زميله منذ أكثر من سنتين في أبحاث ذات صلة بالفيروس، مشيرا إلى أن تحذيرات منظمة الصحة العالمية بداية العام الجاري من تفاقم الوباء في غرب أفريقيا دفعتهما منذ منتصف أغسطس/آب الماضي إلى التركيز على تطوير اختبار سريع للكشف عن الفيروس.

وكشف العالم أن التجارب التي قام بها فريقه تمت بواسطة عينات من الدم العادي أضيف إليها الفيروس، منبها إلى أنه يتعين الآن التحقق ميدانيا من نجاعة الجهاز في كشف المرض لدى أشخاص مصابين بإيبولا.

واستطرد بيلانجيه قائلا إن "مختبرنا يجري اتصالات مع الهيئات الصحية الحكومية المختصة لاختبار جهاز الكشف في أحد البلدان التي ينتشر فيها الوباء"، مضيفا أن ذلك سيتم على الأرجح خلال أسابيع في غينيا.

‪لوران بيلانجيه‬ (يمين)
‪لوران بيلانجيه‬ (يمين)

"فيدالاب"
وأكد الباحث الفرنسي أن هيئته عهدت إلى شركة "فيدالاب" المحلية الرائدة أوروبيا في مجال اختبارات التشخيص السريعة؛ بإنتاج الجهاز الجديد وتسويقه، مشيرا إلى أنه سيكون بإمكان تلك المؤسسة في نهاية السنة الجارية أن تصنع ما بين 15 ألف و50 ألف جهاز كشف في ظرف ستة أسابيع. ويتوقع أن يزيد سعر الجهاز الواحد قليلا عن عشرة دولارات.

بيد أن بيلانجيه شدد على أن الاختبار السريع  لن يُغني في كل الحالات عن الاختبارات التقليدية، موضحا أن الجهاز الجديد لا يكشف وجود الفيروس إلا لدى الأشخاص الذين ظهرت عليهم سلفا أعراض مرضية.

ويشار إلى أن الهيئات الطبية في فرنسا رحبت بالاختراع الجديد معتبرة أن بساطته ستجعل الكشف عن الفيروس في متناول سكان المناطق التي لا توجد فيها مختبرات طبية، كما ستسمح سرعة الحصول على نتائج الكشف من عزل المصابين مبكرا وبالتالي منعهم من نقل عدوى الفيروس المميت.

المصدر : الجزيرة