"قرطاج" الدولي بحلة هندية في آخر سهراته

جانب من عرض افتتاح مهرجان قرطاج/المسرح الروماني بقرطاج/العاصمة تونس/جويلية/يوليو 2017
من افتتاح الدورة الحالية من مهرجان قرطاج الدولي في يوليو/تموز الماضي (الجزيرة)

من قلب حضارة الهند العريقة، حطّ عرض "بهاراتي 2 في قصر الأوهام" على أرض مسرح مهرجان قرطاج الدولي، في سهرة اختتام دورته الثالثة والخمسين، ليصافح جمهور تونس ويأخذه على بساط سحري في رحلة أشبه بأساطير ألف ليلة وليلة إلى بلد الألوان والرقص والغناء.

يتحدث العرض عن حكاية أختين مختلفتين: الأولى "بهاراتي"، وهي الشخصية الرئيسة وتجسّدها الراقصة "نوبور باريخ" وهي فتاة محافظة ومتمسكة بالتقاليد؛ وأختها -التي تمثل شخصيتها "بهاناف باني"- الفتاة النشيطة عاشقة السينما والموسيقى الهندية.

تنطلق مغامرة الأختين من فرنسا لتصلا إلى مدينة "مومباي"، إلا أنهما تفترقان هناك قبل أن تجوبا باقي ربوع الهند.

رحلة بحث "بهاراتي" عن أختها تجسدت في لوحات راقصة وتعبيرات جسمية متناسقة ومنسجمة، مكوّنةً قالبا فنيا جماعيا زادته الأزياء التقليدية الهندية المتنوعة تميزا وسحرا؛ حيث جسد أربعون راقصا وراقصة 18 شخصية مختلفة، مرتدين خمسمئة حلة هندية تقليدية مستوحاة من ثقافة جنوب الهند.

وفي آخر المطاف، تصل "بهاراتي" -بعد عناء البحث عن أختها المفقودة- إلى قصر الأوهام، حيث تجدها سجينة لدى مجموعة من الأشرار فتتمكن بعد مواجهتهم بصعوبة من إطلاق سراحها.

وركزّت المسرحية الغنائية في كامل فصولها على إبراز قيمة العائلة وأهميتها في الهند والمحبة المشتركة بين أفرادها، مع إظهار قيمتي الخير والشر في المجتمع الهندي؛ ولم يحتج جمهور قرطاج إلى تذكرة سفر إلى الهند بل كان هذا البلد ذو الحضارة العريقة في ضيافته.

شارك الجمهور في العرض بعد أن دعاه راوي حكاية "بهاراتي 2" شينتان بانديا في ختام العرض إلى اتباع حركات الراقصين وترديد مقاطع الأغنيات الهندية، في مشهد عرف تفاعلا وتواصلا بين الجمهور والمؤدّين.

والفرقة الهندية التي قدمت عرض الختام، قامت على مدى عشر سنوات بتقديم حفلات حول العالم ضمن عرضها السابق "بهاراتي 1″، ليتجدد لقاؤها بالجمهور في عرض "بهاراتي 2" الذي ارتكز أساسا على الغناء والرقص والملابس والتقاليد المستوحاة من الثقافة الهندية.

ومثل "بهاراتي 2" مسك ختام الدورة الـ53 لمهرجان قرطاج الدولي الذي انطلق يوم 13 يوليو/تموز، واستضاف طيلة فعالياته أبرز الفنانين والموسيقيين التونسيين والعرب والأجانب، ليطوي أعرق التظاهرات العربية والأفريقية صفحة جديدة من صفحات الفن والتراث والجمال العالمي.

المصدر : وكالة الأناضول