وثائقي "كوكب ما قبل التاريخ".. عندما كانت الديناصورات تحكم الأرض

وثائقي "كوكب ما قبل التاريخ" يجلب الديناصورات المنقرضة إلى الحياة (مواقع التواصل)

رغم أن المعلومات التي وصلتنا عن الديناصورات محدودة، فقد تمكن العلماء بالبحث والتنقيب من الإجابة عن العديد من الأسئلة؛ كيف عاشت؟ وكيف كان شكلها ونمط حياتها؟ وباستخدام هذه الأبحاث المستمرة لعقود وآخر تقنيات التصوير، يعيد المسلسل الوثائقي "كوكب ما قبل التاريخ" (Prehistoric Planet) الحياة إلى كوكب الأرض قبل 66 مليون سنة، ويعرض العالم الذي كانت تحكمه الديناصورات.

وعبر 5 حلقات مشوقة، يعيد المسلسل الوثائقي المشاهدين إلى ما قبل 66 مليون عاما في أواخر العصر الطباشيري ويضم ما يقرب من 100 ديناصور مصممة بدقة غير مسبوقة وحيوانات أخرى، وتكشف كل حلقة أنواعا مختلفة من الديناصورات.

ويسير الوثائقي الذي أنتجته منصة "آبل تي في بلس" (Apple TV+) بالتعاون مع وحدة التاريخ الطبيعي في "بي بي سي" (BBC)، على خطى أشهر المسلسلات الوثائقية حول الطبيعة مثل "الكوكب الأزرق" (Blue Planet) و"كوكب الأرض" (Planet Earth)، من إنتاج "بي بي سي" أيضا.

نافذة عبر الزمن

ويجلب المسلسل الديناصورات المنقرضة إلى الحياة، ليقدم بذلك أقرب نسخة إلى الواقع عرضت على الإطلاق في عمل وثائقي حول فترة ما قبل التاريخ، وتبدو المشاهد حيوية وواقعية بشكل لا يصدق، فتشعر وكأنك تطل عبر نافذة الزمن وتشاهد الحياة منذ ملايين السنين وكأنها حقيقية.

وبإشراف الفريق العلمي بقيادة عالم الحفريات دارين نايش وخبراء الفريق الوثائقي والفني، عملت شركة التأثيرات البصرية "إم بي سي" (MPC)، منتجة النسخة ثلاثية الأبعاد من فيلم "الأسد الملك" (The Lion King)، على إنتاج الديناصورات التي ستجعلك تشك طوال الوثائقي ما إذا كان ما تشاهده حقيقيا بالفعل من شدة دقتها.

ولجعل التجربة وكأنها حقيقية بالفعل، يحتوي المسلسل الوثائقي على أحد أهم عناصر الأعمال الوثائقية الطبيعية وهي اللقطات العفوية؛ وتبدو المشاهد وكأنها مجمعة معا من مئات الساعات من المقاطع التي تم التقاطها في البرية، لتصبح أقرب ما يكون للحقيقة.

وصورت اللقطات الطبيعية بالوثائقي في عدة مناطق تمثل العالم القديم من جميع أنحاء الأرض؛ في أجزاء من أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا وأستراليا.

ويعرض المسلسل قائمة طويلة من الديناصورات ومشاهد من حياة ما قبل التاريخ، بما في ذلك بعض الديناصورات والزواحف التي يُعتقد أنها لم تصور على الشاشة من قبل، من بينها السحلية البحرية "كايكايفيلو" ذات الزعانف والديناصور المفترس الصغير "ماسياكاسورس" المعروف بأسنانه البارزة للأمام في مقدمة فكيه والديناصور الآسيوي طويل الخطم الملقب بـ"بينوكيو ركس".

تشخيص قصص الحيوانات

ولدى الأفلام الوثائقية عن الطبيعة تاريخ طويل في جعل موضوعات الحيوانات قريبة لقصص البشر وتقريب السلوك غير البشري إلى قصص مفهومة لتفسير السلوكيات الغريزية والمعتادة للحيوانات إلى المشاهدين، كما تتمكن قصص العلاقات سواء كانت عاطفية أو عائلية من جذب انتباه المشاهدين وربطهم بالقصص بشكل أسرع وأسهل.

وبالرغم من أن سلسلة وثائقيات "بي بي سي" حول الطبيعة تتميز بدقتها، فإنها لم تُستثنَ من تشخيص قصص الحيوانات المرصودة ويركز الكثير منها على التزاوج والأبوة.

فتعرض الحلقة الأولى من "كوكب ما قبل التاريخ" قصة نوع من أنواع الديناصورات وهو بصحبة أبنائه، وتركز على دوره الأبوي وفي الحلقات اللاحقة تتبع مغامرة أحد الديناصورات خلال محاولاته إثارة إعجاب الأنثى بعرض ذراعيه الملونة.

ويسهم التصوير السينمائي وتحرير اللقطات في تشخيص قصص الحيوانات كما يدعم السرد الصوتي هذا التشخيص بشكل كبير الذي ظهر ذلك في "كوكب ما قبل التاريخ" من خلال شرح تفاعلات الديناصورات بمصطلحات إنسانية؛ مثل تأثير بُعد الديناصور عن عرينه على "الرابطة الأخوية" ومحاولة الذكور للهيمنة وشق طريقهم في "التسلسل الهرمي الاجتماعي" ويمكن للمشاهدين أن يتعاطفوا بشكل أكبر مع المخلوقات عندما تقترب قصصهم من الواقع وتصبح أكثر إقناعا.

ويكون هذا التشخيص لقصص الحيوانات مرضيا للمشاهدين من الناحية العاطفية إلا أنه قد ينتقص من جودة ودقة الأعمال الوثائقية بسبب عدم أصالة هذه التفاسير البشرية لتفاعلات الحيوانات. وعلى الرغم من أن اللقطات المعروضة في هذه الأفلام والمسلسلات تلتقط سلوكيات حيوانية حقيقية فإنها تستخدم إستراتيجيات سينمائية ماهرة لتشخيص السلوك المصور للجمهور البشري.

مواهب بارزة

يتميز الوثائقي بفريق عمله المتميز؛ إذ يقدمه معد البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية الخاصة بالحياة البرية ديفيد أتينبورو (96 عاما) وأخرجه الحائزان على جائزة الأوسكار آدم فالديز وأندرو آر جونز، وأنتجه الممثل والمخرج المبتكر جون فافرو.

وإذا لم تشعر بالحماس بعد، فقد تشعر به بعد معرفة أن الملحن الشهير هانز زيمر الحائز على جائزتي أوسكار هو من عمل على إنتاج الموسيقى التصويرية للوثائقي.

حقيقة أم تخمين؟

وتطرح الناقدة والصحفية لوسي مانغان في مقالها بصحيفة "الغارديان" (The Gurdian) بعض الأسئلة المحتمل أن يفكر بها الكثيرون عقب مشاهداتهم لمسلسل "كوكب ما قبل التاريخ"، وهي:

  • كيفية معرفة الخبراء بأشياء مثل صوت ولون الديناصورات من الحفريات فقط؟
  • كيف تنظر إلى جمجمة واحدة وتعرف كل هذه الأشياء عن الحيوان وأمثاله؟
  • كيف نفرق بين الحقائق والتخمين المبني على العلم؟
  • هل يمكن أن يتحول هذا التخمين إلى نوع من الخيال؟
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية