مجموعة موسيقية تمزج الفن البدوي التونسي بالجاز الغربي

صورة عدد 1 ـ مجموعة سيكافينيريا آرتلاب تتكون من 10 موسيقيين من بينهم عادل عزوز (يمين) والفنان الفرنسي باسكال ديكورتيو (يسار)
تتميز مدينة الكاف بتنوع مخزونها الموسيقي وثرائه وخاصة في ألوان غنائية ضاربة في القدم (الجزيرة)

مجدي السعيدي-تونس

وسط القاعة الكبرى للإنتاج الموسيقي في مقرّ "سيكافينيريا آرتلاب" للابتكار الفني بمدينة الكاف شمال غرب تونس، يجلس المنتج الفرنسي باسكال ديكورتيو والفنان التونسي عادل عزوز وراء آلات موسيقية متنوعة، وخلفهما لوحة تشكيلية عملاقة تعلو جدار القاعة تظهر فيها الفنانة الراحلة الشهيرة "صليحة"، أو ما تعرف بلقب "أصيلة الكاف"، وهي من المغنيات اللاتي ذاع صيتهن في تونس في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

يعمل ديكورتيو وعزوز على مراجعة بعض المقطوعات الموسيقية التي تم إنتاجها من خلال مزج أغاني "صليحة" والألحان البدوية لمدينة الكاف بموسيقى الجاز الغربية، وتحسينها بإضافة مؤثرات صوتية تجعل منها لونا فنيا فريدا وتجربة مستحدثة في الموسيقى. 

وأنهت مجموعة "سيكافينيريا" (وهو الاسم القديم لمدينة الكاف) في عام 2018 إنتاج أول مشاريعها الفنية، من خلال عمل موسيقي ضخم يربط بين ضفتي البحر المتوسط ويمزج الموروث الموسيقي للمدينة بموسيقى الجاز الغربية.

‪مجموعة سيكافينيريا في حصة للإنتاج الموسيقي بإشراف باسكال ديكورتيو‬ (الجزيرة)
‪مجموعة سيكافينيريا في حصة للإنتاج الموسيقي بإشراف باسكال ديكورتيو‬ (الجزيرة)

مزج بين الشمال والجنوب
يبدو الجمع بين لونين موسيقيين مثل الفن البدوي التونسي وفن الجاز الغربي، ضربا من الخروج عن المألوف، إلا أن هذا التزاوج بين ضفتي المتوسط شكل تحديا لمديري مشروع سيكافينيريا، وهما المهندسة أميرة فرياني والمنتج رمزي الجبابلي. 

تقول فرياني للجزيرة نت إن "مؤسسة سيكافينيريا للإبداع والابتكار الفني تعمل على إحياء الموروث الحضاري لمدينة الكاف وتطويره بهدف مواكبته للعصر، ومن هنا كانت فكرة المزاوجة بين الموروث الغنائي البدوي والموسيقى الغربية، لتكون إحدى أسس المشروع الذي سيشمل في العام المقبل كل أصناف الفنون كالمسرح والسينما والفن التشكيلي وغيرها".

وتضيف "من خلال العمل مع الجبابلي (مدير مهرجان سيكا جاز للموسيقى) على إعادة الاعتبار للتراث الكافي، وجدنا أن هناك تآلفا بين الفن البدوي وبين الجاز كأكثر الأنماط الموسيقية الغربية رواجا في تونس، فكان مشروع سيكافينيريا للفن ثمرة ذلك التزاوج بين شمال المتوسط وجنوبه". 

وتتميز مدينة الكاف بتنوع مخزونها الموسيقي وثرائه وخاصة في ألوان غنائية ضاربة في القدم مثل "المالوف" و"العيساوية" وأغاني الفنانة صليحة، غير أن هذا الموروث يبقى بحاجة إلى إعادة إحيائه وجعله مواكبا للتطورات التي تشهدها الساحة الفنية، بحسب الفرياني. 

‪أميرة فرياني مديرة مشروع سيكافينيريا آرتلاب للموسيقى‬ (الجزيرة)
‪أميرة فرياني مديرة مشروع سيكافينيريا آرتلاب للموسيقى‬ (الجزيرة)

تجربة فريدة
انطق مشروع سيكافينيريا العام الماضي، وتطور ليشمل إنتاج عمل فني ضخم يأخذ من موسيقى الجاز شيئا ومن الموروث الموسيقي الكافي أشياء، ومن المقرر أن يكون العرض الأول للمجموعة يوم 19 مارس/آذار القادم.

يقول مروان الماجري أحد أعضاء المجموعة إن سيكافينيريا "ستحدث ثورة فنية جديدة بفضل تميزها في الجمع بين الإيقاعات الغربية السريعة والمقامات التونسية البدوية".

ويتوقع الماجري أن يلقى العرض الأول لمجموعة سيكافينيريا إقبالا ونجاحا يعكسان أهمية التجربة وثراءها وجمعها بين نمطين موسيقيين يمثلان ضفتي المتوسط.

وتكمن أهمية المشروع -بحسب الماجري- في وجود أسماء لها صيت ذائع في الموسيقى، على غرار عادل عزوز وعبد الرحمن الشيخاوي والموسيقار البروفيسور باسكال ديكورتيو.

يذكر أن مدينة الكاف تشهد سنويا زخما ثقافيا كبيرا، إذ يقام مهرجان موسيقى الجاز خلال شهر مارس/آذار، كما تحتضن المدينة مهرجان "24 ساعة من المسرح" الذي يقدم عروضا مسرحية طوال 24 ساعة دون انقطاع.

المصدر : الجزيرة