انتقام واعتقالات.. حفتر يكرر سيناريو بنغازي في درنة

مع توغلها في مدينة درنة شرقي ليبيا تنفذ قوات اللواء التقاعد خليفة حفتر أعمالا انتقامية على غرار ما فعلته بمدينة بنغازي، في حين يدفع القصف العنيف مئات المدنيين إلى النزوح.

وقد اجتاحت قوات حفتر تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي عدة أحياء، وهي تخوض مواجهات مع قوة حماية درنة التي تشكلت مؤخرا بعد حل مجلس شورى مجاهدي درنة.

وقد اندلعت اشتباكات صباح اليوم بين قوات حفتر ومقاتلي قوة حماية درنة في شارع مسجد الصحابة بوسط المدينة، وذكرت مصادر أن الاشتباكات كانت عنيفة وسمعت أصداؤها في أرجاء واسعة من المدينة، واستعملت فيها قوات حفتر المدفعية الثقيلة.

وكانت وكالة رويترز أوردت أمس تقديرات تفيد بسيطرة القوات المهاجمة على نصف المدينة التي تضم 150 ألف ساكن تقريبا، في حين قال المتحدث باسم ما يعرف بالجيش الوطني أحمد المسماري لوكالة أسوشيتد برس إن قواتهم سيطرت على أكثر من 75% من المدينة المحاصرة منذ سنوات.

وقد أفاد مراسل الجزيرة أحمد خليفة بأن قوات حفتر أعلنت عبر وسائلها الإعلامية أنها سيطرت على حي شيحا الغربية في القسم الغربي من مدينة درنة وتتقدم للسيطرة على الجزء الشرقي من نفس الحي.

وأضاف أن هذا التقدم يلقى مقاومة عنيفة من قبل مسلحي قوة حماية درنة، وقال متحدث باسم حفتر في وقت سابق إن الهجوم على درنة يتم من عدة محاور.

ووفق ناشطين من درنة، فإن ما يعرف بالجيش الوطني الليبي تكبد حتى الآن نحو مئة قتيل، كما قتل العديد من أفراد قوة حماية درنة، خاصة بسبب الغارات الجوية.

‪سكان درنة أثناء تشييع جثمان مدني قتل جراء القصف قبل نحو أسبوعين‬ (الجزيرة)
‪سكان درنة أثناء تشييع جثمان مدني قتل جراء القصف قبل نحو أسبوعين‬ (الجزيرة)

انتقام ونزوح
وقال المراسل إن بعض الأحياء التي سيطرت عليها قوات حفتر شهدت أعمالا انتقامية شملت اعتقال خطباء الجمعة، وجرى نقل هؤلاء إلى سجن قرنادة الواقع جنوب مدينة شحات، مشيرا إلى أن هذا السجن سيئ الصيت حيث تشرف عليه أجهزة أمنية تابعة للنظام السابق لها سجل حافل بالانتهاكات.

كما أشار إلى مقطع فيديو يظهر فيه عناصر من قوات حفتر وهم يمثلون بجثة مقاتل من قوة حماية درنة، وقال إن تقارير أممية كانت قد حذرت من أن اجتياح درنة قد يؤدي لأعمال انتقامية.

وكانت مدينة بنغازي شهدت انتهاكات واسعة شملت إعدام عشرات الأشخاص وخطف وقتل أئمة خلال العمليات العسكرية التي نفذتها قوات حفتر بداية من مايو/أيار 2014 وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات.

وقال مراسل الجزيرة إنه تم أمس تم إجلاء 320 عائلة من أنحاء عدة من المدينة واقعة تحت القصف أو شهدت حرب شوارع، مشيرا إلى أنها أكبر موجة نزوح للمدنيين منذ بدء الهجوم على درنة مطلع الشهر الماضي.

وقد أظهر مقطع من مدينة درنة موجة نزوح للأهالي بعد تزايد القصف العشوائي بمختلف الأسلحة، وظهرت في المقطع سيارات مدنية وهي ترفع الأعلام البيضاء حتى لا تتعرض لإطلاق النار.

وكانت قوات حفتر نشرت صورة تظهر مسؤول الملف الأمني في درنة يحيى الأسطى عمر -وهو ضابط في الجيش الليبي السابق- معتقلا لديها، وقالت مصادر محلية إن الأسطى سلم نفسه بعد تهديد عائلته الموجودة في أحد الأحياء التي دخلتها القوات المهاجمة.

وأحصت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الأسبوع الماضي 17 قتيلا مدنيا -بينهم طفلان- في القصف والمعارك بمدينة درنة منذ الـ16 من الشهر الماضي.

المصدر : الجزيرة