الحديدة على أبواب كارثة إنسانية والمعارك مستمرة
عبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد عن قلقه من العمليات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي في الحديدة باليمن، وسط تحذيرات من مخاطر كارثة إنسانية بسبب استمرار المعارك التي فشلت المساعي الأممية في وقفها.
وطالب بتسهيل إدخال المساعدات إلى الحديدة، وإرساء نظام مراقبة "للأوضاع الجارية على الأرض" في المدينة.
وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية من تأثيرات تصاعد القتال حول مدينة الحديدة على حياة مليون وستمئة ألف شخص، في حين طالبت منظمة سياج لحماية الطفولة في اليمن بالتدخل الفوري وإنقاذ مئات الأسر.
ودعت المنظمة إلى حماية العاملين في مجال الصحة ومرافقيهم من الأذى، وضمان الوصول دون عوائق إلى الفرق الطبية التي تسعى لعلاج الجرحى.
وقال رئيس المنظمة العالمية تيدروس أدهانوم -في بيان- إن ميناء الحديدة يعد شريان الحياة الأساسي للبلاد، حيث تم عبره جلب أكثر من 70% من جميع المواد الغذائية والأدوية الأساسية وإمدادات الرعاية الصحية في اليمن.
ويعتمد نحو 22 مليون يمني على المساعدات، في حين يواجه 8.4 ملايين خطر المجاعة المحدق.
وكشفت الأمم المتحدة عن نزوح 4400 أسرة يمنية داخل محافظة الحديدة في اليمن، منذ مطلع يونيو/حزيران الجاري، جراء القتال على طول الساحل الغربي للبلاد.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير إن أربعمئة أسرة نازحة من قرية "المنظر" جنوب المطار وصلت إلى الحديدة. وكشف التقرير عن أن نحو 36 أسرة فقدت أسباب معيشتها، بعد أن تضررت مزارعها. وأضاف أن الهلال الأحمر اليمني أجلى عشرين جريحا مدنياً وجثتين من قرية المنظر، وتم نقل الجرحى إلى مستشفيات الحديدة.
معارك طاحنة
يتزامن ذلك مع استمرار المعارك الطاحنة بالحديدة، حيث أعلن قائد عسكري في الجيش اليمني أن قوات الجيش اقتحمت -مساء الأحد- سور مطار الحديدة الدولي من الجهتين الجنوبية والغربية.
ونقلت الأناضول عن قائد قوات العمالقة التابعة للقوات الحكومية أبو زرعة المحرمي قوله إن قوات اللواء الأول عمالقة اقتحمت سور مطار الحديدة من الجهتين الجنوبية والغربية، بعد معارك عنيفة مع مليشيات الحوثي.
غير أن الجزيرة حصلت على صور خاصة من داخل مطار الحديدة تظهر سيطرة الحوثيين عليه، وتبين الصور المطار وداخله مسلحون تابعون للجماعة.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء السبت عن مصدر في القوات اليمنية وبعض السكان قولهم إن قوات برية تشمل قوات إماراتية وسودانية ويمنية تحاصر المبنى الرئيسي بالمطار، لكنها لم تسيطر عليه.
وأكدت مصادر للجزيرة أن لقاءات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مع جماعة الحوثي في صنعاء لم تسفر عن أي نتائج. وحسب المصادر، فإن غريفيث طلب عقد لقاء مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي لطرح رؤيته للحل السياسي.
وقال القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي في مقابلة سابقة مع الجزيرة إن غريفيث لم يطلب من الحوثيين تسليم الميناء ولا مدينة الحديدة. وأضاف أن السعودية كانت طلبت من الأمم المتحدة منذ أكثر من سنتين تسلم إدارة مدينة الحديدة وإدارتها، لكن الأمين العام للمنظمة قال آنذاك بشكل واضح إن هذا ليس من صلاحية الأمم المتحدة.
من جانبها، قالت الحكومة اليمنية إنها ماضية في استعادة محافظة الحديدة وكامل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مبينة أن استمرار الحوثيين في تعنتهم وعدم التجاوب مع الجهود الدولية ستكون له انعكاسات خطيرة على الصعيدين الإنساني والسياسي.