مسيرة العودة مجددا في مرمى رصاص الاحتلال

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي اعتداءاتها على مسيرة العودة على حدود قطاع غزة، في حين تتواتر الدعوات الفلسطينية لمحاسبة تل أبيب بعد مجزرة يوم الجمعة الماضي.

فقد أصيب الاثنين 12 فلسطينيا برصاص قوات الاحتلال قرب السياج الحدودي عند الحدود الشرقية لقطاع غزة وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وأصيب هؤلاء خلال مناوشات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال المتمترسين وراء سواتر ترابية.

وكانت قوات الاحتلال هاجمت بالرصاص الحي المشاركين في مسيرة العودة مباشرة بعيد انطلاقها يوم الجمعة الماضي، مما أسفر عن مجزرة استشهد فيها 16 فلسطينيا وأصيب نحو 1500 آخرين، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب فارس الرقب استشهد الاثنين متأثرا بجراحه.

ونعت حركة الجهاد الإسلامي الرقب بوصفه أحد أبنائها، وكانت حركة حماس أكدت أن خمسة من شهداء مجزرة الجمعة من عناصر جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، ولا تزال قوات الاحتلال تحتجز جثماني اثنين من الشهداء بحجة أنهما ينتميان لحركة حماس.

وقد كشفت صور وثقتها كاميرات الصحفيين والناشطين استهداف جيش الاحتلال المتعمد المتظاهرين السلميين خلال مسيرة العودة.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال تعمدت قتل أو إحداث إعاقات كبيرة بين المتظاهرين الذين استهدفتهم، مشيرة إلى أن 815 من الجرحى أصيبوا بالرصاص الحي والمتفجر، وأن 46 منهم لا يزالون في حالة خطيرة أو حرجة.

وقالت الهيئة الوطنية العليا المشرفة على مسيرة العودة إن المواطنين واصلوا لليوم الرابع التوافد إلى خيام الاعتصام التي أقيمت على بعد مئات الأمتار من الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، ومن المقرر أن تبلغ ذروتها بحلول ذكرى النكبة منتصف الشهر المقبل، ويتوقع أن تشهد زخما أيام الجمعة خصوصا.

‪هنية أثناء زيارته المنطقة التي انطلقت منها مسيرة العودة في قطاع غزة‬ (رويترز)
‪هنية أثناء زيارته المنطقة التي انطلقت منها مسيرة العودة في قطاع غزة‬ (رويترز)

محاسبة إسرائيل
في الأثناء، حمل نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني القيادة الإسرائيلية مسؤولية جرائم قتل المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة، وطالب بالتحقيق في حوادث قتل المتظاهرين، ودعا الدول العربية إلى تقديم الدعم للفلسطينيين.

وقال شعث إن الدعم المطلوب مادي بالإضافة إلى المساندة السياسية لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية، وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب قبل ذلك مجددا من الأمم المتحدة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.

كما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الاثنين في اتصال مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ضرورة مقاضاة إسرائيل على جرائمها، وفق ما جاء في بيان أصدره مكتب هنية.

وقال البيان إن هنية أكد على أهمية التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمقاضاة الاحتلال وقادته، وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الجريمة الإسرائيلية وتشكيل لجنة تحقيق دولية.

وأضاف أن أبو الغيط أكد موقفه القاطع بإدانة الجريمة الإسرائيلية بحق المشاركين في مسيرة العودة السلمية.

وكانت الحكومة الإسرائيلية رفضت مطالب فلسطينية ودولية بالتحقيق في مجزرة الجمعة، كما أن واشنطن أحبطت مشروع بيان في مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، وهددت تل أبيب بشن ضربات في عمق غزة، في حين حذرتها الفصائل الفلسطينية من عواقب تصعيد الاعتداءات على غزة.

المصدر : الجزيرة + وكالات