جثث في الطرقات وتحت الأنقاض.. والغوطة "أرض محروقة"

أفاد مراسل الجزيرة بأن عشرة مدنيين قتلوا بقصف على مدينة زملكا في الغوطة الشرقية. وكان المراسل قد نقل عن مصادر ميدانية أن قوات النظام بدأت هجوما على أطراف مدينة حمورية بغطاء من القصف الجوي شاركت فيه مقاتلات روسية، وشهدت المدينة قصفا عنيفا قبيل بدء هدنة الساعات الخمس.

وقد أحكمت قوات النظام سيطرتها على بلدة بيت سوى وسط الغوطة، ونقلت وكالة رويترز عن قائد عسكري في تحالف يدعم النظام السوري اليوم أن جيش النظام يوشك على شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين، بحيث تلتقي قواته المتقدمة من الشرق مع القوات المنتشرة عند مشارف الغوطة من الغرب.

غير أن وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن إحدى أبرز فصائل المعارضة السورية المسلحة بالغوطة نفى خبر قرب شطر قوات النظام الغوطة إلى قسمين، ويقول مقاتلو المعارضة إنهم ينصبون المزيد من الكمائن في المنطقة التي خسروها في محاولة لوقف تقدم جيش النظام وحلفائه الذين تتهمهم المعارضة باستخدام أساليب "الأرض المحروقة".

حالات اختناق
وكان الدفاع المدني قد أفاد في وقت سابق بوقوع حالات اختناق بين المدنيين إثر قصف بغازات سامة استهدف الأحياء السكنية في بلدتي سقبا وحمورية، مما أسفر عن اندلاع حرائق كبيرة في الأبنية السكنية.

ونشر ناشطون سوريون لقطات مصورة من أحد مستشفيات الغوطة الشرقية تتحدث فيها شاهدة عيان تعرضت لغازات سامة إثر قصف لقوات النظام على بلدتي حمورية وسقبا، ويظهر في الفيديو طبيب يقول إن المصابة استنشقت غاز الكلور.

وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في حمورية ليل أمس أنه شاهدا جثثا مرمية على الطرق وأخرى ما زالت تحت الأنقاض لم تتمكن فرق الدفاع المدني من انتشالها جراء كثافة القصف.

‪جانب من الدمار الذي خلفته آلة الحرب التابعة للنظام السوري وروسيا في مدينة دوما بالغوطة‬  (رويترز)
‪جانب من الدمار الذي خلفته آلة الحرب التابعة للنظام السوري وروسيا في مدينة دوما بالغوطة‬ (رويترز)

ممر ثان
وقالت وسائل إعلام سورية رسمية اليوم إن قوات النظام فتحت ممرا ثانيا لإخراج المدنيين من الغوطة الشرقية المحاصرة، ونقلت وكالة سانا عن مراسل لها أنه تمت تهيئة ممر جديد لإخراج المدنيين المحاصرين عبر طريق جسرين المليحة جنوبي الغوطة.

وفي السياق ذاته، أجلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إرسال قافلة المساعدات الإنسانية التي كان مقررا إدخالها اليوم إلى الغوطة الشرقية المحاصرة، وقالت المتحدثة باسم اللجنة يولاندا جاكمت إن سبب الإرجاء هو تطور الوضع في الميدان.

وقال المتحدث الإقليمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر رالف الحاج في مقابلة سابقة مع الجزيرة إن وقت هدنة الساعات الخمس غير كاف لتوزيع المساعدات.

وكانت قافلة مساعدات دخلت مدينة دوما الاثنين الماضي، ولكن النظام صادر منها الإمدادات الطبية ولم يتسن تفريغ كامل القافلة بسبب القصف.

يشار إلى أن قوات النظام مدعومة بروسيا تحاول منذ أسابيع السيطرة على الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة السورية في ريف دمشق.

المصدر : الجزيرة + وكالات