عميمور: الجزائر انحرفت عن مسيرة بومدين وتراجعت

الدكتور محي الدين عميمور مستشتر سابق برئاسة الجمهورية وزير الثقافة والإعلام السابق وسيناتور في البرلمان
محيي الدين عميمور: بقينا أسارى البترول وتقلبات أسعاره بسبب الانحراف عن سياسة الصناعة المُصنِّعَة (الجزيرة)

أميمة أحمد-الجزائر

يدافع السياسي الجزائري محيي الدين عميمور عن سياسات الرئيس الراحل هواري بومدين (1965-1978) دفاع العارف بخبايا تلك المرحلة، التي شغل فيها منصب مستشار إعلامي للرئيس الراحل في الفترة بين عامي 1971 و1978.

ويُفسر عميمور في حوار مع الجزيرة نت تراجع أوضاع الجزائر بما وصفه "بالانحراف عن مسيرة الرئيس بومدين" الذي كان يعتزم تعديل بعض جوانبها في مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني في 1978 لولا أن الموت كان سبّاقا إليه، فانتقل إلى الرفيق الأعلى وعمره نحو 46 عاما.

وفي معرض دفاعه عن إنجازات الرئيس بومدين، قال عميمور "إن الصناعة الثقيلة هي العمود الفقري لاقتصاد الدولة، وقد اعتمدت الجزائر فكرة الصناعة المُصنِّعَة" لأنها تجر خلفها صناعات رديفة متوسطة، ينمو حولها قطاع الخدمات للسكان في مناطق توطين تلك الصناعات، وقال إن تلك السياسة "انهارت تدريجيا مع بروز طبقة رأسمالية متوحشة، تُدمر الصناعات المحلية لتستفيد من عوائد الاستيراد وتبقينا أسارى البترول وتقلبات أسعاره، وهذا كلّه هو سرّ الحنين لمرحلة بومدين".

عاصر عميمور ثلاثة رؤساء، هم هواري بومدين ورابح بيطاط والشاذلي بن جديد، بوصفه مستشارا إعلاميا برئاسة الجمهورية، وتقلد وزارة الثقافة والإعلام، وترأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.

ويبرر عميمور عدم كتابة تاريخ ثورة الجزائر الأعظم في النصف الثاني من القرن العشرين، "بأن تاريخ الثورات لا يكتب في حياة صُنّاعها، لأنه إنسانيا يصعب الحياد"، فالتاريخ يكتبه مؤرخون متخصصون بعلم التاريخ، واعتبر ما جُمع من شهادات وأفلام وثائقية، وما نشر من مذكرات لقادة فاعلين في الثورة، سيكون مادة خاما لكتابة تاريخ الثورة.

وبشأن سياسة التعريب التي بدأت في عهد الرئيس بومدين، يتهم عميمور التيار الفرنكفوني في تعثر مسيرة التعريب و"تسونامي" الفرنسية حسب وصفه، ويعترف بأن موازين القوة الآن ليست في صالح اللغة العربية، خصوصا بعد الهزائم العربية في كل مكان.

وعن تأثير المال السياسي في صناعة القرار الجزائري، يرى عميمور أن ذلك ليس حديثا بل يعود لثمانينيات القرن الماضي بتدمير الصناعة الوطنية وإحلال الاستيراد مكانها وتفاقم بعد تحرير التجارة الخارجية في التسعينيات، فظهرت "الرأسمالية الطفيلية التي كان بومدين قد حذر منها مرارا، واستفادت الأوليغارشية من تواطؤات الأوتوقراطية في غياب الرقابة الشعبية المباشرة والفعالة".

المصدر : الجزيرة