هل وقع ابن سلمان ضحية لمستشاريه؟

هل ظلل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟

أعاد ناشطون سعوديون تداول تدوينات نشرت في وقت سابق جاء فيها تساؤل عما إذا كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد وقع ضحية تضليل لمستشاريه؟

وأوضح كاتب التدوينات الدكتور طلعت عطار الفكرة عبر مقارنات بين تصريحات ابن سلمان في بداية إطلاق رؤية المملكة والآن.

وعطار المعروف في السعودية بأنه ناشط حقوقي من جدة ومهتم بقضايا معيشية للسعوديين، منسجم مع السياسة السعودية ويؤيدها في كل الملفات الداخلية والخارجية، وقد ابتدأ تدويناته بالقول "لا شك أن الأمير محمد بن سلمان رجل قيادي وذكي ولكن من خلال المقارنة بين تصريحاته الأخيرة وبين التصريحات الأولية نجد أن الأمير بدأ يتراجع بشكل غير مباشر عن بعض أفكاره، ويبدو أن الأمير لم تسعفه خبرته المتواضعة في معرفة كثير من مشاكل المجتمع والأقرب أيضا أنه كان ضحية لتضليل مستشارين ومنظرين بعيدين عن الواقع".

وتقول التدوينات إن الأمير قال في بداياته عند إطلاق الرؤية إن 70% من الشعب أثرياء ويتحملون فرض الضرائب، ولكنه اكتشف من خلال حساب المواطن أن 12 مليون سعودي يعيشون على رواتب متواضعة لا تتجاوز عشرة آلاف ريال.

وقال أيضا إن الأمير كان يعتقد أنه سيخفض سبعين مليارا من الإنفاق بإلغاء البدلات لكنه اكتشف أنه لم يوفر سوى سبعة مليارات، وكانت نتائجها السلبية على المجتمع والاقتصاد كارثية.

وأضاف أن الأمير قال إنه ينوي تخفيض عدد الموظفين الحكوميين من مليون موظف لستمئة ألف. واكتشف أن صندوق التقاعد لا يتحمل ذلك، وأن معظم المؤسسات تعاني عجزا في الموظفين.

وزاد على أن الأمير قال إنه سيخصص 25 مليارا للمواطن باعتبار أن السقف المتوقع للمستفيدين مليونا أسرة، فاكتشف أن هناك عشرة ملايين أسرة تستحق الدعم بمعنى أنه يحتاج 125 مليارا لتغطية المسجلين فقرر مراجعة الفكرة بالكامل.

وقال عطار إن الأمير كان يعتقد أن الشعب يستطيع تحمل قروض بفوائد عالية من البنوك لحل أزمة السكن، وحين فشلت الفكرة وافق على قروض بدون فوائد لمن تقل رواتبهم عن 14 ألف ريال.

وذكر أن الأمير كان يعتقد أن في السعودية شركات كبيرة سيفرض عليها مزيد من الضرائب ولكنه لم يجد سوى سابك وأرامكو، والبقية مؤسسات صغيرة بدأت في تسريح موظفيها، لذلك تراجع وقال "لن نفرض ضرائب على الشركات..".

وقال كذلك إن الأمير كان ينوي رفع سعر البنزين والماء والكهرباء، واكتشف أن الوضع لا يحتمل فقرر التأجيل.

واختتم عطارالتدوينة قائلا "في الأخير.. ليس العيب في الخطأ ولكن في الاستمرار فيه". وأضاف "نحن نعتقد أن الأمور بدأت تتضح وأن من ضللوا الأمير بخطط وأفكار غير واقعية انكشفوا".

المصدر : الجزيرة