التحالف يقصف الرقة والقوات الكردية تضيق حصارها

القوات الكردية على بعد كيلومترين شرقي الرقة
مقاتلون تابعون لقوات سوريا الديمقراطية شرقي الرقة (الجزيرة-أرشيف)

أفادت مصادر محلية للجزيرة في مدينة الرقة السورية بمقتل 17 مدنيا في قصف طائرات التحالف الدولي مباني سكنية في شارع النور، يأتي ذلك وسط اشتباكات وهجمات شنها تنظيم الدولة الإسلامية بسيارات مفخخة بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية الشعبالكردية سيطرتها على مواقع مهمة جنوب المدينة لتضييق الخناق على المعقل الرئيسي للتنظيم الدولة شمال شرق سوريا.

وفي أحدث التطورات قتل عدد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- وجرح آخرون إثر تفجير تنظيم الدولة عربات مفخخة في حيين بمدينة الرقة، أوضح ناشطون ومصادر محلية أن التنظيم فجر عربة مفخخة بمواقع للقوات الكردية في حي الرومانية غربي المدينة، أوقع خمسة قتلى بينما قتل عنصران بعملية مشابهة في حي حطين المجاور.

كما فجر التنظيم عربة مفخخة مسيرة عن بعد في موقع لقوات سوريا الديمقراطية قرب معسكر الطلائع جنوبي المدينة، دون ورود أنباء حول الأضرار، حسب المصادر.

وأشارت مصادر أخرى إلى أن قوات سوريا الديمقراطية وصلت إلى مفرق مدينة الرصافة، غرب الرقة، والتي سيطرت عليها قوات النظام مؤخرا، مشيرا إلى شن طائرات التحالف الدولي، التي تدعمها، غارة على القلعة الأثرية القريبة، ما أدى لمقتل عنصر من التنظيم وجرح ثلاثة آخرين.

وسبق أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على مواقع هامة جنوب مدينة الرقة، وأكد الناطق باسم تلك القوات العميد طلال سلو أن قواته فرضت سيطرتها على مناطق جديدة بالرقة، واقتربت من إغلاق الجهة الجنوبية من المدينة وإطباق الحصار على تنظيم الدولة من الجهات الأربع.

من جهتها، قالت مصادر للجزيرة إن قوات سوريا الديمقراطية، وبدعم من التحالف الدولي، سيطرت على منطقة المقص الاستراتيجية جنوب مدينة الرقة بعد معارك مع مسلحي التنظيم، وتُعد هذه المنطقة عقدة طرق حيوية تصل بين الجهات الشرقية والغربية والجنوبية للمدينة.

في غضون ذلك، شن تنظيم الدولة هجوما معاكسا أمس على القوات الكردية في الجهة الجنوبية للرقة، مستهدفا مواقعها بالرشاشات والمدافع الثقيلة، كما تدور اشتباكات عنيفة في الجبهات الشرقية والغربية للمدينة بالتزامن مع انفجارات عنيفة تهز المدينة.

ويعاني عشرات آلاف المدنيين المحاصرين في الرقة الى جانب القصف والمعارك أوضاعا إنسانية بالغة السوء نتيجة عدم توفر الخدمات الطبية وشح المواد الغذائية.

ونقل شهود عيان أن أهالي قرية السلحبية الشرقية وجهوا نداء للمنظمات وناشطي حقوق الإنسان بسبب منعهم من قبل القوات الكردية من العودة لمنازلهم، وتركهم في العراء تحت وطأة الجوع والمرض وحالات تسمم جماعي للأطفال بسبب المياه الملوثة.

وكان رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا والتابعة للأمم المتحدة قد عبر عن قلقه جراء العدد المتزايد من القتلى المدنيين في الرقة جراء القصف.

المصدر : الجزيرة