مفاوضات جنيف تنتهي بالاتفاق على جدول أعمال

UN Special Envoy of the Secretary-General for Syria Staffan de Mistura, arrives to take part in a round of negotiation with opposition High Negotiations Committee (HNC), during the Intra Syria talks, at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, Friday, March 3, 2017. REUTERS/Salvatore Di Nolfi/Pool
دي ميستورا لم ينجح في عقد جلسة تفاوض مباشرة بين النظام والمعارضة بجنيف (رويترز)

بعد تسعة أيام من الاجتماعات المكثفة، انتهت جولة المفاوضات غير المباشرة بين النظام السوري والمعارضة في جنيف بالتوصل إلى جدول أعمال "واضح" ينص على أربعة عناوين رئيسية ويشكل قاعدة لجولة جديدة تعتزم الأمم المتحدة الدعوة إليها.

وفي ختام يوم طويل من الاجتماعات مع الوفود المشاركة، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا أنه يعتزم دعوة الأطراف السورية إلى جولة خامسة في مارس/آذار الجاري.

وفي مؤتمر صحفي مساء الجمعة، قال دي ميستورا في جملة عكست بعضا من التفاؤل "القطار جاهز، إنه يقف في المحطة. كل شيء جاهز وهو بحاجة فقط لمن يشغله".    

وأضاف "أعتقد أن أمامنا الآن جدول أعمال واضحا" مشيرا إلى أنه يتضمن "أربعة عناوين" سيتم بحثها "في شكل متواز" هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة "الإرهاب".

واتسمت جولة المفاوضات الحالية بين النظام والمعارضة السوريتين التي بدأت يوم 23 فبراير/شباط كما سابقاتها بخلاف كبير على الأولويات بين الطرفين: الانتقال السياسي أو الإرهاب.

وأصرت المعارضة على تناول موضوع الانتقال السياسي أولا، تمهيدا لإيجاد حل سياسي لـ النزاع المستمر منذ نحو ست سنوات.

في المقابل، طالب النظام منذ البداية بإضافة مكافحة "الإرهاب" إلى العناوين الثلاثة التي اقترحها أساسا دي ميستورا.

وتمت إضافة مكافحة "الإرهاب" إلى "السلال الثلاث" بطلب من النظام السوري، وفق دي ميستورا الذي أعلن أن المفاوضات في جنيف ستتناول "إستراتيجية مكافحة الإرهاب" في حين ستركز محادثات أستانا على مكافحة "الإرهاب" في شكل عملي انطلاقا من وقف إطلاق النار الذي سيسمح بالتركيز على التصدي للمنظمات "الإرهابية".

ومن المفترض أن تعقد جولة ثالثة من محادثات أستانا برعاية روسية تركية إيرانية، بين النظام السوري وفصائل المعارضة في وقت قريب لتثبيت وقف إطلاق النار الساري برغم الخروقات منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ويرى كل من الطرفين (النظام والمعارضة) أنه حقق تقدما وإن بسيطا في هذه الجولة. فبالنسبة للمعارضة، تناول البحث خلال لقاءاتها مع دي ميستورا الانتقال السياسي، وهو الموضوع الأبرز في نظرها على طريق إيجاد الحل للنزاع.

وبالنسبة للنظام السوري، بات موضوع مكافحة "الإرهاب" محورا أساسيا في مواضيع البحث.

ولم ينجح دي ميستورا في عقد جلسة تفاوض مباشرة واحدة. ولم تلتق الوفود وجها لوجه إلا بالجلسة الافتتاحية التي اقتصرت على كلمة ألقاها دي ميستورا، وقال فيها إنه لا يتوقع خرقا ولا معجزات.

واعترف المبعوث الدولي بعدم إمكانية عقد مفاوضات مباشرة الوقت الحالي. وحمل خلال المؤتمر الصحفي الختامي صورة من الجلسة الافتتاحية، معتبرا أنها "ليست مجرد صورة بل لها رمزية مهمة جدا" ورأى أن هذه الجلسة "كسرت الحاجز النفسي" بين المشاركين.

وأكد دي ميستورا "هدفنا يبقى المفاوضات المباشرة، ولكن في بعض الأحيان تكون المفاوضات غير المباشرة أكثر فعالية".

المصدر : الفرنسية