قتلى بقصف لحلب والأكراد يواصلون تقدمهم بمنبج

أفاد مراسل الجزيرة بسقوط قتلى وجرحى ووجود عالقين تحت الأنقاض نتيجة سقوط صاروخ أرض-أرض على حي بستان القصر في حلب فجر اليوم، في حين قتل 65 شخصا جراء سلسلة غارات عنيفة لقوات النظام وروسيا في حلب وريفها، وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على المدخل الشرقي لمدينة منبج شمال شرق حلب في إطار حملتها لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي إن نحو نصف القتلى سقطوا في حي الصاخور بمدينة حلب نتيجة غارات ببراميل متفجرة. واستهدف القصف مستشفى "البيان" الجراحي في حي الشعار، مما أسفر عن تضرره وتوقفه عن العمل. كما تضرر مستشفى الحكيم للأطفال في المدينة، ودُمّر مستوصف طبي في حي المعادي.

وشُنت أعنف الغارات على مستشفى ميداني في حي الشعار، إذ ألقى النظام حاوية من المتفجرات على مستشفى البيان، مما أدى إلى تدمير جزء كبير منه وإصابة عدد من العاملين والجرحى داخله ومقتل عشرة آخرين كانوا أمام المستشفى، فضلا عن دمار كبير في المباني المجاورة له.

المرجة والمعادي
وقصف النظام السوري حي المرجة جنوبي حلب بصواريخ فراغية فقتل أربعة وأصاب آخرين، كما قصف حي المعادي بحلب القديمة فقتل شخصا وجرح العشرات. وتم هذا القصف بالألغام البحرية والصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة.

وذكر المراسل أن حي الهلك -قرب طريق الكاستيلو الإستراتيجي- أفرغ تماما من سكانه بسبب كثافة الغارات.

وفي ريف حلب الشمالي، قال مراسل الجزيرة أمير العباد إن قوات المعارضة السورية فكت الحصار الذي ضربه تنظيم الدولة على مارع (35 كلم شمال حلب) منذ أسبوعين، وقطعت الطريق الرابط بينها وبين إعزاز القريبة من الحدود السورية التركية.

وتحقق فك حصار مارع بعد سيطرة المعارضة على قرى كُفر كَلبين وكلجبرين وصندف، عقب اشتباكات مع تنظيم الدولة انسحب عقبها من تلك المناطق، وذلك في وقت يتعرض فيه التنظيم لهجمة كبيرة من ثلاث جهات في ريف حلب، إذ تشن عليه المعارضة والنظام والقوات الكردية هجمات في مناطق متفرقة.

معارك منبج
في هذه الأثناء أفادت مصادر للجزيرة بأن طائرات التحالف الدولي استهدفت فجر اليوم الخميس المشفى الوطني في مدينة منبج (80 كلم شمال شرق حلب)، كما قتل ستة أشخاص من عائلة واحدة إثر غارات للتحالف على قرية الشبالي بريف المدينة فجر اليوم.  

وأضافت المصادر أن قوات سوريا الديمقراطية شنت أيضا قصفا مدفعيا على أحياء المدينة.

وكانت هذه القوات قد سيطرت على المدخل الشرقي للمدينة. كما أعلن مجلسها العسكري سيطرته على نحو 130 كيلومترا مربعا في ريفها خلال الأيام الستة الماضية.

وقبل ذلك أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات سوريا الديمقراطية وصلت إلى مشارف الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية لمنبج. وذكرت مصادر محلية أن القوات الكردية لم تتمكن حتى الآن من دخول المدينة، وأن المعارك تدور على أطرافها شمالا وشرقا.

وذكر المصادر أن القوات الكردية تسعى لتطويق منبج -وهي معقل رئيسي للتنظيم بشمالي سوريا- من جميع الجهات، إذ تحاول قطع الطريق بينها وبين مدينة الباب غربا بعدما قطعت الطريق الإستراتيجي بين منبج وجرابلس شمالا.

وفي سياق متصل أكد التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة أن المقاتلين العرب في قوات سوريا الديمقراطية سيسيطرون على مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، موضحا أن دور وحدات حماية الشعب الكردية يقتصر على الإسناد فقط.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم قالين إنهم نقلوا لأميركا طلبا بعدم دخول قوات وَحدات حماية الشعب الكردية إلى منطقة منبج. وأوضح قالين أن دخولها إلى منبج سيؤدي إلى افتعال توتر عرقي جدي في المنطقة.

وقال مراسل الجزيرة إن ثلاثين ألف مدني نزحوا من ريف منبج حتى الآن، وإن الرقم مرشح للارتفاع بحكم أن المدينة لم تحاصر بعد من جميع الجهات وأن الطريق سالكة لحركة النزوح.

وأضاف مراسل الجزيرة أن معظم الأسر في الأحياء التي تحولت إلى جبهة قتال في منبج، قد نزحت عنها. وتقول مصادر للجزيرة إن تنظيم الدولة أخلى بعض القرى في محيط منبج لأنها قريبة من مواقع قوات سوريا الديمقراطية، وانسحب إلى قرى أخرى أكثر تحصينا لتقوية مواقعه.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن آلاف المدنيين فروا من المدينة باتجاه مناطق سيطرة التنظيم غربا، وذلك بعدما كان يحظر عليهم في السابق الخروج.

المصدر : الجزيرة + وكالات