دمشق تقبل الهدنة وتتوعد بالردّ على خرقها

In this photo taken on Wednesday, Feb. 17, 2016, soldiers from the Syrian army carry a rocket to fire at Islamic State group positions in the province of Raqqa, Syria. In recent weeks, Syrian government forces captured dozens of villages and towns across the country. (Alexander Kots/Komsomolskaya Pravda via AP)
جنديان من قوات النظام يهيئان صاروخا لإطلاقه على موقع لتنظيم الدولة في الرقة (أسوشيتد برس)
أعلنت الحكومة السورية اليوم الثلاثاء قبولها "اتفاق وقف الأعمال القتالية" دون أن يعني ذلك التخلي عن الجهود العسكرية لمكافحة ما وصفته بالإرهاب، وقالت إنها تتمسك بحقها في الرد على أي خرق للهدنة.

وأوضح مصدر في وزارة الخارجية أن الحكومة مستمرة في عملياتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وما دعتها "التنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها".

وأضافت سوريا أنها تتمسك بحق قواتها في الرد على أي خرق تقوم به هذه المجموعات ضد المواطنين السوريين أو ضد قواتها المسلحة.

وشددت دمشق على أهمية منع المجموعات المسلحة من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها، وذلك تفاديا لما قد يؤدي إلى تقويض الاتفاق.

ضمانات أممية
وأشارت الحكومة السورية إلى أنها مستعدة للتنسيق مع روسيا لتحديد المناطق والجماعات التي يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية.

‪رياض حجاب قال إن اتفاق الهدنة سيكون بضمانات دولية‬ (الجزيرة)
‪رياض حجاب قال إن اتفاق الهدنة سيكون بضمانات دولية‬ (الجزيرة)

وقد اتفقت الهيئة العليا للمفاوضات السورية خلال اجتماع طارئ في العاصمة السعودية الرياض على التجاوب مع الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق الهدنة.

وطالبت الهيئة بأن يتم بموجب هذه الهدنة تقديم ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال وأن تُعلن بصورة متزامنة من جانب مختلف الأطراف في آن واحد، بحيث تتوقف بموجبها عمليات القصف المدفعي والجوي ضد المدنيين.

وأكدت أن الالتزام بالهدنة سيكون مرهونا بتحقيق التعهدات الأممية والتزامات مجموعة العمل الدولية لدعم سوريا بتنفيذ بعض مواد قرار مجلس الأمن 2254.

وقال رئيس وفد المعارضة للمفاوضات أسعد الزعبي إن هناك الكثير من القضايا ما زالت غير واضحة في الاتفاق، وإن بعضها قد يكون غطاء شرعيا لمن يرتكب جرائم في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا كانت دائما تصعّد في عمليات القصف دون رادع.

وكان منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب قد قال أمس الاثنين لقناة أورينت القريبة من المعارضة، إن هناك اتفاقا أوليا على هدنة مؤقتة، وإن هذا الاتفاق سيكون "بحسب ضمانات دولية".

اتفاق الهدنة أعلنته أميركا وروسيا في بيان مشترك (رويترز)
اتفاق الهدنة أعلنته أميركا وروسيا في بيان مشترك (رويترز)

اتفاق الهدنة
وكانت الولايات المتحدة وروسيا أعلنتا في بيان مشترك بثته وزارة الخارجية الأميركية أمس الاثنين أن اتفاقا لوقف إطلاق النار في سوريا سيدخل حيز التنفيذ يوم 27 فبراير/شباط الجاري اعتبارا من منتصف الليل بتوقيت دمشق (22:00 بتوقيت غرينتش).

ويعد الاتفاق، الذي وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه "خطوة أولى نحو وقف لإطلاق النار يدوم طويلا"، ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة بين واشنطن وموسكو.

ويشترط الاتفاق على المعارضة السورية وقف الهجمات بكل الأسلحة، وامتناعها عن محاولة السيطرة على أي أرض، كما يؤكد استمرار الضربات ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة رغم الهدنة.

ولم تُخف قوى دولية -رغم ترحيبها باتفاق الهدنة- تخوفها من أن يبقى اتفاق الهدنة حبرا على ورق ولا يكون له أثر في حقن دماء السوريين وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات