ارتياح سرياني لدعم أوروبا مناطق الأقليات بالعراق

قاعة الاجتماع لوفد من الأقليات السريانية الأشورية والأيزيدية مع أعضاء من لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوربي في بروكسل
اجتماع لوفد من الأقليات السريانية الأشورية والإيزيدية مع أعضاء من لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي في بروكسل (الجزيرة)
جورج كدر-أمستردام

قال رئيس فرع أوروبا بحزب الاتحاد السرياني المحامي سركون حنو إن القرار الذي تبناه البرلمان الأوروبي قبل أيام وأيد فيه حقوق الأقليات العراقية في إقامة مناطق "للحكم الذاتي الإقليمي"، يعد سابقة تاريخية ونقطة مفصلية في تاريخ "نضال الأقليات".

وأضاف أن هذا القرار "وضع نضال هذه الشعوب على الطريق الصحيح بعد عقود طويلة من الاضطهاد والقمع والتهميش على يد الدكتاتوريات السياسية والدينية".

وكان البرلمان الأوروبي تبنى قرارا حول الوضع في شمال العراق بإجماع أعضائه يوم الجمعة الماضي، أيد فيه بقوة العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش العراقي بدعم من التحالف الدولي وقوات البشمركة والحشد الشعبي لتحرير الموصل -ثانية كبرى المدن العراقية- من تنظيم الدولة.

لكن اللافت في القرار هو تأييده لأن يكون "سهل نينوى وتلعفر وسنجار" مناطق مشروعة للحكم الذاتي الإقليمي من قبل شعوبها الأصلية"، بحسب تعبير القرار الذي أكد على حق العودة للسكان الأصليين النازحين من تلك المناطق إلى "أرض آبائهم وأجدادهم"، كما ساند القرار تقديم الدعم العملي والدبلوماسي المستدام الشامل لهذه المنطقة بعد "تحريرها".

وأعرب البرلمان الأوروبي عن استعداد دول الاتحاد لتقديم المساعدة التقنية لإنشاء محافظة "سهل نينوى وسنجار وتلعفر"، على أن تمثل سياسيا من قبل سكانها الأصليين، ويكون سهل نينوى لأقليات الكلدان والسريان والآشوريين، وجبل سنجار للإيزيديين، وتلعفر للتركمان.

الوفد السرياني في مقرّ البرلمان الأوروبي في بروكسل منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي (الجزيرة)
الوفد السرياني في مقرّ البرلمان الأوروبي في بروكسل منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي (الجزيرة)

وقال المحامي سركون حنو للجزيرة نت إن هذا القرار لا يندرج مطلقا تحت ما يسعى البعض لتسويقه من أنه فكر انفصالي، بل هو قرار يقدم رؤية قانونية لتحصيل حقوق الأقليات المهمشة منذ عقود طويلة.

وأضاف أن هذا القرار لم يصدر بشكله الحالي إلا بعد اجتماعات طويلة مع القادة الأوروبيين منذ زمن طويل، وقال "لقد شاركنا في جلسات صعبة مع البرلمانيين المعنيين بالعلاقات الخارجية، وفي المحصلة اقتنعوا -بناء على الوثائق التي قدمناها- بوجهة نظرنا، فهم كانوا يعتقدون أننا مسيحيون فقط وعاملونا على أساس ديني، مع أننا قوميات لها جذور عميقة في تاريخ هذه المنطقة".

وكشف حنو عن اجتماع تم في بروكسل قبل أسبوعين مع لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، تم خلاله التوقيع على مذكرة تفاهم وصداقة بين السريان والإيزيديين، وقد وقعها عن الجانب السرياني رئيس اتحاد بيث نهرين الوطني في العراق يوسف يعقوب متي، وعن الجانب الإيزيدي رئيس مجلس سنجار في المغترب فكرت إيكريك.

وجاء في نص القرار أن عدد المسيحيين في العراق كان يبلغ أكثر من 1.5 مليون نسمة عام 2003، لكنه تضاءل اليوم إلى ما بين 200 ألف و350 ألفا، كما ذكر القرار أن الموصل مدينة متعددة الأعراق وأن المناطق المحيطة بها لديها تاريخ من التنوع الديني والعرقي، وحذر من أن انقراض هذه الأقليات في المنطقة سيكون له تأثير كبير على الأمن والاستقرار فيها.

المصدر : الجزيرة