تنظيم الدولة يشدد حصار أحياء النظام بدير الزور

تنظيم الدولة يعلن سيطرته على نقاط مهمة في دير الزور
تنظيم الدولة شن هجوما السبت على دير الزور خلف عشرات القتلى ومئات المعتقلين (ناشطون)
يعيش سكان الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري في مدينة دير الزور (شرق) في ذعر بعد تضييق تنظيم الدولة الإسلامية الحصار على مناطقهم وباتوا يخشون الأسوأ بعد مقتل العشرات وخطف المئات من المدنيين الأسبوع الماضي.
ويسيطر التنظيم منذ مارس/آذار الماضي على نحو 60% من المدينة التي لا يزال يعيش فيها نحو مئتي ألف شخص. ويشدد الحصار على الأحياء التي يسيطر عليها النظام في وسط وغرب وجنوب غرب المدينة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 70% من سكان الأحياء المحاصرة من النساء والأطفال.

وقال عطية -أحد سكان دير الزور- لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الوضع صعب جدا ويزداد صعوبة. حتى إن المواد التموينية والخضار نادرة. وهناك مشكلة في تأمين مادة الخبز". وأضاف أن الناس "خائفون نظرا لاتهام داعش لهم بانتمائهم إلى النظام، وسقوط المدينة يؤدي لمجزرة".

في السياق أعرب غالب الحاج حمدو (23 عاما) -طالب جامعي مقيم في دير الزور- "عن خشيته من حصول مجزرة في حال اجتاحت داعش مناطقنا".

ومنذ نحو سنة يقفل التنظيم المداخل لأجزاء واسعة من المدينة، مما أدى إلى "نقص كبير في المواد الغذائية والخدمات الأساسية"، حسب الأمم المتحدة.

قتلى ومخطوفون
وتتواصل لليوم الخامس على التوالي المعارك في المدينة بعد الهجوم الواسع الذي شنه التنظيم السبت الماضي على المدينة (450 كلم شمال شرق دمشق).

وتحدثت وسائل الإعلام الرسمية عن مقتل 300 مدني، بعضهم في عشرات العمليات "الانتحارية" التي نفذها التنظيم أثناء الهجوم، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 120 عنصرا من قوات النظام والمليشيات الموالية له.

وأقدم التنظيم السبت أيضا على خطف 400 مدني في البغيلية ومناطق محاذية لها. إلا أنه عاد وأفرج الأربعاء عن 270 منهم، حسب المرصد، الذي أوضح أن المفرج عنهم هم أطفال دون الـ14 ورجال فوق الـ55 ونساء.

وأضاف أن التنظيم "أبقى نحو 130 رجلا وفتى تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاما"، مشيرا إلى أنه يحقق مع هؤلاء بشأن علاقتهم بالنظام.

وفي الساعات الـ24 الأخيرة، قام عناصر التنظيم بحملة تفتيش ومداهمات في البغيلية اعتقلوا خلالها نحو خمسين رجلا وشابا لم يعرف مصيرهم بعد.

ولفت المرصد إلى أن التنظيم أعدم ثمانية جنود على الأقل، بينهم ستة كانوا أسروا الثلاثاء، كما قتل سبعة أخرين في المعارك.

مضادات للطيران
في السياق استولى تنظيم الدولة في اليومين الماضيين على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر النوعية في دير الزور.

وأفاد الناشط الإعلامي أبو مصطفى البوكمالي بأن التنظيم استولى على صواريخ روسية مضادة للطائرات من طراز "سام 7″، ودبابات، وعربات مصفحة، وصواريخ حرارية مضادة للدروع، من مستودعات للنظام بالريف الغربي للمدينة.

وأوضح البوكمالي أن قوات النظام تركت الأسلحة دون تدميرها أو إتلافها، خاصة الصواريخ المضادة للطائرات، التي تركت معها منصات الإطلاق، والرادارات الخاصة بها.

في سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي شن غارات الأربعاء على مواقع للتنظيم بمحافظة دير الزور، مما أدى لمقتل 13 شخصا بينهم طفلان، حسب المرصد.

كما أسقط الجيش الروسي من الجو أكثر من خمسين طنا من المساعدات الإنسانية على المدينة منذ منتصف الشهر الجاري.

وأعلن المرصد أن أكثر من 3000 شخص قتلوا في الغارات الروسية منذ بدء التدخل في سوريا في 30 سبتمبر/أيلول الماضي.

المصدر : وكالات