محتجون بالعراق يلوحون بالعصيان المدني

هدد ناشطون في البصرة جنوبي العراق بالعصيان المدني بعد مظاهرات حاشدة جديدة ضد الفساد شهدت ما وُصف باعتداءات شملت الضرب والاعتقال ونزع خيام, في حين صعدت الاحتجاجات التوتر السياسي مع تحذير قائد مليشيا بدر من المساس بما سماها الرموز الدينية.

وقال الناشطون في البصرة -المنتمون لما يوصف بالتيار المدني- إنهم سيلجؤون إلى العصيان إن لم تقم السلطات المحلية بالكشف عن الأشخاص والجهات التي قامت بالاعتداء عليهم ورفع خيمتهم بالقوة في وقت مبكر اليوم السبت.

وأضافوا أن ما حدث تتحمل مسؤوليته الحكومة المحلية لأنها تمثل السلطة التنفيذية في المحافظة, وهي المسؤولة عن حماية المتظاهرين. وحسب هؤلاء الناشطين فإن مسلحين يرتدون زياً عسكريا هاجموا خيمة معتصمي البصرة وأزالوها وسرقوا محتوياتها, واعتدوا على من كانوا داخلها.

ويأتي التلويح بالعصيان المدني بينما أعلن متظاهرون في بلدة أم قصر جنوبي محافظة البصرة العراقية اعتصاما إلى أجل غير مسمى، وقطعوا الطريق إلى مينائها.

وكان آلاف من أنصار ما يوصف بالتيار المدني قد تجمعوا أمام خيام المعتصمين عند مبنى محافظة البصرة. ودعا المتظاهرون إلى الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية.

إصلاحات حقيقة
وشهدت ميادين في مدن عراقية وسط البلاد وجنوبيها أمس مظاهرات تطالب بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين, إضافة إلى إجراء إصلاحية حقيقية.

واحتشد مئات من المتظاهرين بساحة التحرير في بغداد رغم الإجراءات الأمنية المشددة. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لإيران، كما رفعوا لافتات تطالب بإعدام رئيس الوزراء السابق نوري المالكي, ومنع إيران من التدخل في شؤون العراق.

وفي بابل جنوب بغداد أكد ناشطون إصابة متظاهرين إثر تفريق قوى الأمن معتصمين أمام مبنى المحافظة واقتيادهم إلى مراكز أمنية. وطالب الناشطون رئاسة الوزراء بالتحقيق في ما سموها الجريمة, ومحاسبة الجهات التي أصدرت أوامر الفض والاعتقال.

وبالإضافة إلى البصرة وبغداد وبابل, تظاهر الآلاف في كربلاء والحلة والنجف والناصرية والديوانية مطالبين بإجراءات فاعلة ضد الفساد, ودعا بعضهم إلى إقرار عقوبات ضد الفاسدين تصل إلى الإعدام.

وقال مراسل الجزيرة وليد إبراهيم إن منظمي المظاهرات -التي خرجت أمس للجمعة الثالثة على التوالي- باتوا يخشون اندساس عناصر تدفع باتجاه تصادم بين قوات الأمن والمحتجين.

وأشار إلى أن المتظاهرين يرون أن حزم الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الوزراء حيدر العبادي -التي منها تقليص عدد الوزارات والوظائف العليا, وفتح تحقيقات في ملفات فساد- لا ترقى إلى مستوى مطالبهم. 

العامري يحذر
في الأثناء حذر قائد مليشيا بدر هادي العامري الأطراف المشاركة في الاحتجاجات على الفساد من مغبة المساس بما سماها الرموز الدينية.

وقال العامري -وهو أيضا نائب في البرلمان العراقي- إنه لا سبيل إلى المساس بهذه الرموز وعلى رأسها المراجع الشيعة, وتحدث عن ما وصفها بالتضحيات التي قدمها التيار الديني.

وأكد المرجع الشيعي علي السيستاني أمس مجددا تأييده الإصلاحات التي أعلنها العبادي, وأكد أن المحاسبة يجب أن تتم وفقا للقانون.

وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي هدد من جهته بفضح أشخاص قال إنهم تورطوا في جرائم بينها القتل خلال سنوات حكمه.

المصدر : الجزيرة + وكالات