بدء سريان الهدنة الإنسانية في غزة

أعلنت الامم المتحدة ان اسرائيل وحماس اتفقتا على تهدئة انسانية لـمدة 72 ساعة تبدأ عند الثامنة بتوقيت فلسطين من صباح اليوم الجمعة 1 اغسطس
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان ديجوريك أثناء إدلائه بالبيان المشترك بين بان وكيري عن اتفاق التهدئة بغزة (الجزيرة)

بدأت صباح اليوم الهدنة الإنسانية في قطاع غزة التي أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان مشترك أن فصائل المقاومة الفلسطينية وافقت عليها  لمدة 72 ساعة.

وكان بان وكيري قد قالا في بيان مشترك قرأه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان ديجوريك إن وقف إطلاق النار سيبدأ في الثامنة صباحا بتوقيت فلسطين، مشيرا إلى أن جميع الوحدات العسكرية البرية ستبقى في مواقعها خلال تطبيق فترة التهدئة، مما يعني أن القوات الإسرائيلية لن تنسحب من مواقعها التي احتلتها في القطاع.

وقال كيري وبان "نحث جميع الأطراف على ضبط النفس حتى تبدأ الهدنة الإنسانية والالتزام التام بتعهداتهما أثناء وقف إطلاق النار". وأضافا "هذه الهدنة مهمة لمنح المدنيين الأبرياء وقفة من أعمال العنف تشتد حاجتهم إليها".

وتابعا "خلال هذه الفترة سيتلقى المدنيون في غزة مساعدات إنسانية ملحة وفرصة للقيام بأمور حيوية، منها دفن القتلى والاهتمام بالمصابين وتخزين المواد الغذائية".

وأوضح البيان إن الإسرائيليين والفلسطينيين سيباشرون مفاوضات في القاهرة من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فجر الجمعة أن فصائل المقاومة وافقت على تهدئة إنسانية متبادلة مع إسرائيل، وذلك "استجابة لدعوة من الأمم المتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا".

وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في بيان إن "فصائل المقاومة وافقت على تهدئة إنسانية متبادلة لمدة 72 ساعة تبدأ من الساعة الثامنة صباح الجمعة". 

وأضاف أبو زهري أن هذه الموافقة جاءت "استجابة لدعوة الأمم المتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا"، موضحا أن "هذه التهدئة ستستمر ما دام الطرف الآخر (إسرائيل) ملتزما بها". وشدد على أن "موقف كل الفصائل الفلسطينية موحد بشأن كل القضايا المتعلقة بهذا الأمر". 

وكان مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس أسامة حمدان أكد أن المقاومة ستكون في حل من الهدنة الإنسانية في حال تم خرقها من الجانب الإسرائيلي. وقال حمدان في لقاء سابق مع الجزيرة إن هذه الهدنة طُلبت من الأمم المتحدة عبر ممثلها في القدس.

 من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة في غزة إن وفدا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي سيتوجه إلى القاهرة عبر معبر رفح صباح اليوم الجمعة للمشاركة في المفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية.

ونقل تامر المسحال عن مصادر خاصة في فصائل المقاومة أنها ستذهب إلى القاهرة بورقة موحدة تطرح خلالها مطالبها المتمثلة خصوصا بوقف العدوان والحرب وإنهاء الحصار كليا على قطاع غزة، وأنها ستذهب للمفاوضات من موقع قوة.

بدوره، قال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم نقلا عن دبلوماسيين بالأمم المتحدة إن المنظمة الدولية ستشارك في مفاوضات القاهرة، ويمثلها منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري.

من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في المقاومة وصفته بالمطلع قوله إنه "تم التشاور مع مصر بشأن أعضاء وفدي حماس والجهاد من غزة وتنسيق ترتيبات السفر لمصر".

وأوضح المصدر نفسه أن وفد حماس سيضم "خليل الحية وعماد العلمي عضوي المكتب السياسي لحماس إضافة إلى موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي (المقيم في مصر)، أما وفد الجهاد الإسلامي فسيضم القيادي في الحركة خالد البطش (من غزة) إلى جانب زياد النخالة (المقيم في دمشق)". 

مجلس الأمن دعا لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة (الفرنسية)
مجلس الأمن دعا لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة (الفرنسية)

 دعوة أممية
ويأتي الإعلان عن التهدئة بعد أن دعا مجلس الأمن الدولي في وقت سابق أمس الخميس إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار" في قطاع غزة، مطالبا أيضا بـ"هدنات إنسانية" لإغاثة السكان الفلسطينيين.

وعبر المجلس -في بيان له أصدره في جلسة طارئة هي الثالثة التي يعقدها منذ بدء العدوان على غزة- عن "خيبة أمل عميقة" بسبب عدم الالتفات إلى دعواته المتكررة لـ"إنهاء القتال" في غزة.

وناقش مجلس الأمن الدولي ملابسات ونتائج هذه الهجمات والأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع بشكل عام، لكن بيانه لم يتضمن أي إشارة إلى تعرض مدرسة للأمم المتحدة في غزة لقصف الأربعاء بعدما لجأ إليها مدنيون فلسطينيون.

ومن جهته، طالب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بيير كرينبول -في كلمة لمجلس الأمن من غزة- المجتمع الدولي بتوفير الحماية للمدنيين داخل منشآت الأونروا المنتشرة في غزة، وقال إن العديد من تلك المنشآت تعرضت للقصف الإسرائيلي.

وأضاف كرينبول أن قطاع غزة على شفا كارثة، وأنه شعر بالقلق لدى علمه بأن إسرائيل نصحت سكان المزيد من الأحياء في غزة بترك منازلهم قبل الحملة العسكرية. 

وأوضح أنه في كل مدرسة تابعة للأمم المتحدة "يعيش ما يصل إلى 2500 مشرد، ويقيم ثمانون شخصا في الفصل الواحد في المتوسط، لقد تخطينا الحدود المحتملة لقدرتنا على الاستيعاب".

آموس: غزة تحتضر بسبب الأزمة الغذائية (أسوشيتد برس)
آموس: غزة تحتضر بسبب الأزمة الغذائية (أسوشيتد برس)

غزة تحتضر
وقالت مفوضة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية -في كلمة أمام مجلس الأمن- إن غزة تحتضر بسبب الأزمة الغذائية، وإن محطة الكهرباء الوحيدة بغزة ومحطات توزيع المياه ومؤسسات غذائية تعرضت للقصف.

ولفتت آموس إلى أن مستشفى الشفاء في غزة تعرض للقصف أيضا رغم وجود الكثير من الجرحى داخله.

وأكدت أن 103 من المنشآت الأممية تعرضت لهجمات الاحتلال الإسرائيلي، وأن 24 منشأة طبية تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي في قطاع غزة، وطالبت بالمزيد من التمويل لتلبية احتياجات السكان الذين قالت إن 44% منهم نازحون، ومعظم الأهالي لا يتمكنون من مغادرة القطاع للعلاج.

وفي السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إن قصف إسرائيل مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة "أمر غير مقبول على الإطلاق، ولا يمكن الدفاع عنه بالمرة".

وحث أرنست القادة العسكريين الإسرائيليين على بذل كل ما بوسعهم لتجنب استهداف المدنيين خلال "المواجهة الجارية مع حماس".

المصدر : الجزيرة + وكالات