هنية: مشاورات تشكيل حكومة التوافق قطعت شوطا

عقدت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) جلسة ثانية من مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني ظهر اليوم في غزة، تنفيذا لبنود التفاهمات التي تم التوصل إليها نهاية الشهر الماضي.

وترأس الاجتماع من جانب حركة حماس نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق ومن جانب فتح عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد، وذلك بهدف استمكال المشاورات التي بدأت أمس حول تشكيلة الحكومة.

وقال الباحث والكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف إن المباحثات التي عقدت بمنزل رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية سادتها أجواء إيجابية.

وذكر الصواف في اتصال مع الجزيرة أن الطرفين لم يكشفا حتى الآن عن الأسماء التي ستتولى الحقائب الوزارية لأن الأمر بحاجة إلى مزيد من التشاور.

وأضاف أن هناك حديثا عن أن للرئيس الفسطيني محمود عباس أن يتولى بنفسه رئاسة الحكومة، أو يكلف شخصا غيره للقيام بهذه المهمة.

في غضون ذلك، قال هنية إن حركتي فتح وحماس قطعتا شوطًا في مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني.

وأضاف خلال كلمة في جلسة خاصة للمجلس التشريعي بغزة في الذكرى الـ66 للنكبة، أن حماس ذهبت إلى المصالحة من منطلق إرادتها في إنهاء الانقسام واستحضارها الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية.

إسماعيل هنية: التشكيل الحكوميسيعرض على المجلس التشريعي(الجزيرة-أرشيف)
إسماعيل هنية: التشكيل الحكوميسيعرض على المجلس التشريعي(الجزيرة-أرشيف)

واعتبر هنية أن مراحل التحرر الوطني تتطلب تعايشًا وتحركًا بالمشتركات بين الجميع دون التخلي عن الإستراتيجيات، مؤكدًا أن حماس لن تتخلى عن ثوابتها السياسية، وترى أن المصالحة خطوة مهمة لحماية الإستراتيجيات الوطنية كالثوابت والمقاومة.

وأكد أن حكومة التوافق الوطني التي يجري التفاوض على تشكيلها سيتم عرضها على المجلس التشريعي، مشيرا إلى أن المجلس سيأخذ دوره الكامل في المرحلة المقبلة، ووصفه بأنه يشكل حاضنة وطنية وحصانة سياسية للثوابت الوطنية، وفق ما نقله عنه مراسل الجزيرة نت أحمد عبد العال.

وعبر هنية عن تفاؤله بتحقيق المصالحة الفلسطينية وأهدافها المرجوة، مشيراً إلى أن ذلك يعود لوجود إرادة وطنية حقيقية لدى حركتي حماس وفتح وتراجع التأثير الخارجي على المصالحة، مشددا على أن الإرادة الفلسطينية يمكن أن تفرض نفسها على كل الساحات.

تبادل قوائم
وكان الأحمد وأبو مرزوق قد عقدا مباحثات استمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية، وذكر مصدر فلسطيني مطلع على المباحثات للصحفيين في غزة أن الجانبين تبادلا قوائم مرشحين لوزارات الحكومة الجديدة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المصدر الفلسطيني أن "القائمتين تتضمنان مرشحين تكنوقراط للحكومة الجديدة وليسوا أعضاء في فتح أو حماس"، مشيرا إلى أن "المناقشات حول اختيار الوزراء تجري بسلاسة".

من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر فلسطينية في رام الله أن السلطة تريد قائمة بأسماء المرشحين بحلول يوم غد الخميس، حينما يجتمع عباس مع وزير الخارجية جون كيري في لندن لبحث محادثات السلام المتوقفة مع إسرائيل.

وكان الأحمد وصل إلى غزة مساء الثلاثاء، حيث التقى أبو مرزوق لبحث تشكيل الحكومة الجديدة. وتوقع الأحمد في تصريحات للصحفيين الإعلان عن هذه الحكومة خلال الأسبوعين المقبلين.

وأعلنت حركتا حماس وفتح يوم 23 أبريل/نيسان الماضي تشكيل حكومة توافق وطني خلال خمسة أسابيع، وهي المرة الأولى التي ينجح فيها الطرفان في إعلان اتفاق مرتبط بجداول زمنية للمصالحة منذ أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة منتصف يونيو/حزيران 2007.
ونصّ اتفاق المصالحة على إجراء انتخابات بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة الفلسطينية.

وعلقت إسرائيل مشاركتها في مفاوضات السلام ردا على اتفاق المصالحة، كما نددت به الولايات المتحدة مشددة على ضرورة أن تعترف حماس بإسرائيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات