إسرائيل تحكم قياديا بالقسام بـ54 مؤبدا

AG006 - Ofer, WEST BANK, - : Palestinian Ibrahim Hamed, a one-time head of the armed wing of the Hamas movement, the Ezzedine al-Qassam Brigades in the West Bank, looks over as he arrives in the docks where an Israeli military court will hand down a sentence at the Ofer military court, near the West Bank city of Ramallah, on July 1, 2012
undefined

عاطف دغلس-نابلس

أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في عوفر غرب مدينة رام الله حكما بسجن القيادي بكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأسير إبراهيم حامد (47 عاما) بالسجن المؤبد 54 مرة متراكمة وإدانته بكل التهم المنسوبة إليه.

وجاء الحكم الذي صدر اليوم الأحد بعد إدانة للأسير في جلسة سابقة للمحكمة عقدت الثلاثاء الماضي أقرت بموجبها إدانته بالتهم الموجهة إليه.

وأكد صالح محاميد محامي الأسير للجزيرة نت أن المحكمة أخذت بما قدمته النيابة العسكرية واستندت إلى مذكرات التحقيق التي قدمتها المخابرات الإسرائيلية دون اعتراف من الأسير، "رغم رفض المحكمة سابقا لهذه التحقيقات وادعائها أنها غير صحيحة".

وأضاف محاميد أنه يُستدل من قرار الحكم -الذي يُعد الأكبر من نوعه بعد حكم الأسير عبد الله البرغوثي بالسجن المؤبد 67 مرة- أنه سياسي.

دون قرائن
وأشار محاميد إلى أن الحكم لم يستند لأي بينات أو أدلة ويدل على عنجهية الاحتلال واستغلاله موقع القوة ومراوغة من محكمة الاحتلال، وأنه معد سلفا من المخابرات.

وكان محاميد قد ذكر في حديث سابق للجزيرة نت أن قرار الإدانة جاء بعد ست سنوات من اعتقال الأسير حامد جرّاء المماطلة في تأجيل المحاكم بناء على طلب من النيابة الإسرائيلية، مبينا أن لائحة الاتهام التي وجهت بحق حامد والمكونة من 12 ألف وثيقة لا أساس لها من الصحة.

ومن بين التهم التي وجهتها محكمة الاحتلال للأسير حامد الضلوع في التخطيط لعمليات استشهادية في مدينة القدس وغيرها، قتل فيها نحو 50 إسرائيليا وجرح المئات منهم.

وشدد المحامي على رفض الأسير إبراهيم حامد الاعتراف بشرعية المحكمة وصلاحيتها، ولفت إلى أن ما عزز موقف حامد أكثر رفض الترافع عنه بالمحكمة، "وهذا يدلل على عدم شرعيتها".

‪البيتاوي: إسرائيل استندت في هذا الحكم إلى ما يُسمى اعترافات الغير‬ (الجزيرة)
‪البيتاوي: إسرائيل استندت في هذا الحكم إلى ما يُسمى اعترافات الغير‬ (الجزيرة)

حكم انتقامي
من جهته استنكر الباحث بمؤسسة التضامن الدولي أحمد البيتاوي الحكم الصادر، وقال إن الأسير حامد يُعد بذلك صاحب ثاني أعلى حكم في تاريخ القضاء الإسرائيلي بعد الأسير الأردني المهندس عبد الله البرغوثي.

وأشار البيتاوي في حديث للجزيرة نت أن إسرائيل استندت في هذا الحكم إلى ما يُسمى "اعترافات الغير" وفق قوانينها، رغم أن الأسير لم يعترف بأي من التهم الموجهة له، موضحا أن هذا يدلل على أن "النيابة الإسرائيلية تحاول الانتقام منه عبر حكم بلا سقف زمني يستمر مدى الحياة".

وأوضح أنه حسب قوانين الاحتلال لو اعترف أسير واحد ضد الآخر فهذا يكفي للإدانة. معتبرا أن "اعترافات الغير" إجراء من شأنه الطعن في إجراءات القضية كون المتهم الأساسي غير معترف بالتهم المنسوبة إليه.

‪قدورة: القرار لم يكن مفاجئا وفيه ترسيخ لإرادة الاحتلال عبر المحكمة العسكرية‬  (الجزيرة)
‪قدورة: القرار لم يكن مفاجئا وفيه ترسيخ لإرادة الاحتلال عبر المحكمة العسكرية‬  (الجزيرة)

استنكار وإدانة
من جانبه دعا مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش المؤسسات الحقوقية لإثارة موضوع المؤبدات والأحكام العالية.

وأشار الخفش -في بيان وصل الجزيرة نت نسخة منه- إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو "الكيان الوحيد في العالم الذي لا يحدد المؤبد بـ25 عاما أو أقل أو أكثر بل يترك الأمر مفتوحا".

واستنكر نادي الأسير الفلسطيني الحكم الصادر بحق الأسير حامد، ووصف قرار المحكمة التي جرت وسط إجراءات أمنية مشددة واستثنائية بـ"الظالم".

وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن القرار لم يكن مفاجئا وإنه جاء ترسيخا للإرادة الاحتلالية عبر المحكمة العسكرية التي هي بمثابة ذراع طولى للمؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت الأسير إبراهيم حامد الذي يعد صاحب أطول عملية محاكمة أواخر مايو/أيار 2006 بعد ثمان سنوات من المطاردة.

وقامت إسرائيل بعزله منفردا منذ اعتقاله حتى منتصف الشهر الماضي بعد خضوعها لشروط الأسرى بفك الإضراب الذي خاضوه لمدة شهر.

المصدر : الجزيرة