2019 عام مقدسي مثقل بالانتهاكات الإسرائيلية

الاحتلال يهدم 16 بناية سكنية جنوب القدس المحتلة
عام 2019 مر مثقلا بالانتهاكات الإسرائيلية للقدس والمقدسات وأهل المدينة (الجزيرة)
 
أسيل جندي-القدس المحتلة
 
يطوي عام 2019 صفحاته الأخيرة استعدادا للرحيل، في وقت تستعد القدس والمقدسيون لاستقبال عام جديد يجزمون أنه لن يحمل لهم الأفضل، وأن الاحتلال سيسعى لتضييق الخناق عليهم أكثر فأكثر. ورغم ضيق العيش وغياب الأفق، فإن الصمود سيكون عنوان المقدسيين كما كل عام.
 
أثقل الاحتلال القدس وسكانها خلال العام الجاري بمزيد من الإجراءات التعسفية المتمثلة باعتداءات يومية على المقدسيين ومقدساتهم ومنازلهم وحتى مقابرهم، وتاليا حصاد أبرز أحداث 2019:
 
يناير/كانون الثاني:
كان استعداد سلطات الاحتلال لبناء 459 وحدة استيطانية، بمنطقة "كيكار كيدم" بمستوطنة معاليه أدوميم جنوب شرق القدس، باكورة الانتهاكات في المدينة المقدسة المحتلة مطلع العام الجاري.
 
ويأتي تنفيذ هذا المخطط كجزء من مخطط ضخم سيتم خلاله بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، بالإضافة إلى مبان تجارية ومشاغل ومبان خاصة بمؤسسات عامة وكنُس ومدارس ومراكز رياضية وثقافية وقاعات رياضية، سيتم تشييدها في 15 موقعا بالمدينة الاستيطانية حتى عام 2025.
 
هذا الانتهاك لم يكن الوحيد، إذ رافقه دعوة عضو بلدية الاحتلال بالقدس أرييه كينغ إلى هدم سور البلدة القديمة التاريخي، زاعما أن ذلك لا يشكل انتهاكا لسيادة المواقع الدينية، وإنما يهدف لإزالة خطر حضري واجتماعي وبيئي في قلب القدس.
 
وفي المسجد الأقصى المبارك، احتفل عضو الكنيست المتطرف يهودا غليك بعقد قرانه في باحاته، وانطلق ببث مباشر لوقائع ذلك الحفل على وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق تقديس زواجه بحسب الطقوس التلمودية.
 
وفي يناير/كانون الثاني أيضا كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن استهداف مئات المنازل الفلسطينية بالقدس للسيطرة عليها وتحويلها للجمعيات الاستيطانية، الأمر الذي يهدد أكثر من ثمانمئة عائلة فلسطينية بالإجلاء القسري خصوصا في حي الشيخ جراح.
 
كما كشف الإعلام الإسرائيلي عن مصادقة "اللجنة الوطنية لتطوير البنية التحتية في القدس" على خطة بناء القطار الهوائي الخفيف "التلفريك" بالمدينة المحتلة، الذي سيربط بين جبل الزيتون وحائط البراق بالمسجد الأقصى.
مواجهات عنيفة بالمسجد الأقصى بين المعتكفين والمستوطنين المتطرفين الذين اقتحموا الحرم الشريف (مواقع التواصل)
مواجهات عنيفة بالمسجد الأقصى بين المعتكفين والمستوطنين المتطرفين الذين اقتحموا الحرم الشريف (مواقع التواصل)
 
فبراير/شباط:
انطلقت هبة جديدة في باب الرحمة بالمسجد الأقصى بعد إقدام الشرطة الإسرائيلية على إغلاق مدخله بالسلاسل الحديدية لمنع المرابطين وموظفي الأوقاف من الاقتراب من المبنى المغلق، مما دفع الشباب المقدسي لكسر الأقفال التي وضعها الاحتلال، والانطلاق بالرباط وأداء الصلوات الجماعية هناك للمطالبة بفتح القاعات للصلاة، وتحقق ذلك بعد أيام لكن بعد الاعتداء على الشباب بشكل وحشي واعتقالهم بالجملة.
 
كما أقدمت سلطات الاحتلال على سكب قواعد ضخمة من الإسمنت المسلح في المقبرة التاريخية الملاصقة لسور القدس، وواصلت آليات الاحتلال عبثها في مقبرة مأمن الله الإسلامية غربي القدس، فنبشت الجرافات ما تبقى من قبور فيها لطمس معالمها وإنشاء مشاريع تهويدية جديدة.
 
وفي إطار المشاريع الاستيطانية كشفت صحف إسرائيلية أن شركة "ترميم وتطوير حارة اليهود" تنفذ مشاريع تهويدية تفوق ميزانيتها 55 مليون دولار، وتهدف إلى تشكيل الأساطير التلمودية في أحياء مختلفة لجذب المزيد من السياح اليهود ببناء منازل يزعم الاحتلال أنها تعود لحقبة "المعبد".
 
مارس/آذار:
ردا على فتح المسلمين مصلى باب الرحمة أعلن "اتحاد منظمات الهيكل" عن تنظيم اقتحام مركزي للأقصى المبارك لإقامة كنيس داخل مصلى باب الرحمة، وإعلان السيادة الإسرائيلية التامة على المسجد.
 
وعلى الصعيد الحكومي، حاول الاحتلال فرض قرارات محاكمه على الأقصى، إذ أمهلت محكمة الصلح مجلس الأوقاف بالقدس أسبوعا واحدا لإغلاق مصلى باب الرحمة، وجاء رد الأوقاف بأن المصلى سيبقى مفتوحا مشددا على أن محاكم الاحتلال ليست صاحبة الولاية على الأقصى.
 
أبريل/نيسان:
في محاولة لإرهاب حراس المسجد الأقصى والمقدسيين تعمدت الشرطة الإسرائيلية اعتقال كل من يفتح مصلى باب الرحمة صباحا، وبعد اعتقال نحو خمسين حارسا بادرت عائلات مقدسية لفتح باب المصلى يوميا لحماية الحراس فاستهدفت بالملاحقة والاعتقال والإبعاد عن المسجد لفترات متفاوتة وبلغ عدد من اعتقل بسبب فتح باب المصلى مئتي مقدسي.
 
ليس بعيدا عن الأقصى، صادقت المحكمة المركزية بالقدس على هدم عشرات المنازل في حي وادي ياصول ببلدة سلوان جنوب المسجد الشريف بحجة وجودها في نفوذ مخطط المناطق والحدائق الطبيعية، ويستهدف قرار المحكمة ستين منزلا سيؤدي هدمها إلى تهجير خمسمئة فلسطيني.
 
مايو/أيار:
لم تسلم أجواء الاعتكاف الروحانية بالمسجد الأقصى من مضايقات الاحتلال الذي أخرج المعتكفين بالقوة، وحاول تشويه مشهد رمضان في القدس من خلال استمرار اقتحامات المتطرفين.
 
ومع حلول العشر الأواخر من الشهر الفضيل، تعمد الاحتلال عدم إيقاف الاقتحامات، في تصعيد خطير لطريقة حماية الشرطة للمقتحمين، وكانت تلك الاقتحامات مقدمة لاقتحام ضخم في 28 رمضان بمناسبة يوم "توحيد القدس".
 
 

يونيو/حزيران:
أقرت محكمة الاحتلال العليا تحويل عدد من العقارات إلى جمعية "عطيرت كوهنيم" بعد 14 عاما من التسريب، ومقابل ذلك تشكلت بالقدس لجنة وطنية لحماية الأوقاف الأرثوذكسية، مكوّنة من حراك "الحقيقة" والمجلس المركزي الأرثوذكسي وهيئة العمل الوطني والإسلامي.
 
يوليو/تموز:
كثفت شرطة الاحتلال من محاولات الالتفاف على انتصار المصلين في قضية باب الرحمة، فلجأت لتصعيد اعتداءاتها على المصلى باعتقال عدد من الشبان وتدنيس المصلى.
 
أما على صعيد الحرب الديمغرافية، فهدمت الجرافات التابعة لبلدية الاحتلال عشرات المنازل في حي وادي الحمص في يوم عصيب مر على سكان الحي الذي ما زال عدد منهم مهددين بالتهجير القسري وهدم منازلهم القريبة من الجدار العازل.
 
أغسطس/آب:
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطط لبناء ألفي وحدة استيطانية جديدة بالقدس المحتلة سيبنى جزء كبير منها في حي "راموت" الاستيطاني شرق المدينة المقدسة.
 
كما سمحت شرطة الاحتلال للمتطرفين باقتحام الأقصى أول أيام عيد الأضحى المبارك، وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان إن الهدف من هذه الاقتحامات محاولة تثبيت صلاة اليهود داخل الأقصى، وفتح أبوابه للاقتحام طيلة أيام السنة.
 
سبتمبر/أيلول:
استعدت جماعات الهيكل بشكل كبير لموسم الأعياد اليهودية وعملت على حشد أنصارها للمشاركة باقتحامات الأقصى، إذ اقتحمه أعضاء كنيست وحاخامات وطلاب من المعاهد التلمودية. 
 

أكتوبر/تشرين الأول:
ارتدى عدد كبير من المقتحمين اللباس التلمودي التقليدي خلال تدنيسهم للمسجد الأقصى خلال موسم الأعياد، وأدوا صلوات تلمودية بالمدرسة التنكزية الملاصقة للمسجد الشريف. وتجاوز عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى خلال "عيد العرش" ثلاثة آلاف مستوطن. 
 
وردا على الاقتحامات المتكررة، أقدم فتى فلسطيني على تنفيذ عملية طعن قرب باب الساهرة وأصيب بجراح بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليه.
 
نوفمبر/تشرين الثاني:
أغلق الاحتلال مقر مديرية التربية والتعليم الفلسطينية بالبلدة القديمة، ومنع عمل تلفزيون فلسطين الرسمي بالقدس لمدة ستة أشهر.
 
وأعلنت شرطة الاحتلال عن وظائف جديدة لـ "مستكشفين" يرافقون المقتحمين ويقدمون لهم الشروحات، ودعت منظمات الهيكل المزعوم أنصارها للتقدم لهذه الوظائف.
 
ألقى إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول شرعية إقامة المستوطنات بظلاله ميدانيا، إذ كشف الإعلام الإسرائيلي عن مخططات تقضي ببناء 11 ألف وحدة استيطانية جديدة شمالي القدس المحتلة، في إطار توسيع مستوطنة "عطروت" وسيمتد الحي الاستيطاني على مساحة ستمئة دونم.
 
ديسمبر/كانون الأول:
كشف متابعون لقضايا التهويد بالمدينة المقدسة تحضير سلطات الاحتلال لهدم مئات المنازل في بلدة سلوان جنوب الأقصى، إذ يحضر الاحتلال لإقامة عدد من المشاريع التهويديّة الضخمة.
 
إضافة لذلك، لم يتوقف الاحتلال عن ملاحقة محافظ القدس عدنان غيث منذ مطلع العام الجاري مع تقييده لأي نشاط يقوم به.

القدس عام 2019 بأرقام:
رصد مركز معلومات وادي حلوة خلال عام 2019:
 
– سبعة حالات إطلاق نار وقتل بالقدس بينهم شهيد قاصر أمام باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى.
 
– أكثر من 1950 حالة اعتقال بينهم خمسمئة حالة اعتقال لأطفال، وتركزت هذه الاعتقالات في بلدة العيساوية.
 
– هدم أكثر من 170 منشأة سكنية وتجارية وزراعية أدت لتشريد أربعمئة مقدسي.
 
– أكثر من 31 ألف مستوطن متطرف اقتحموا الأقصى حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.
 
المصدر : الجزيرة