قصف متبادل جنوب لبنان وغالانت يرفض ربط نهاية حرب غزة بالتصعيد مع حزب الله

شاحنة عسكرية إسرائيلية تنقل دبابة في الجليل الأعلى قرب الحدود مع لبنان (الفرنسية)

تبادل حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي القصف على جانبي الحدود في جنوب لبنان، في حين رفض وزير الدفاع الإسرائيلي ربط نهاية الحرب في غزة بإنهاء التصعيد على الجبهة الشمالية مع حزب الله.

وقال المتحدث باسم بلدية كريات شمونة بالجليل الأعلى قرب حدود لبنان، إن 4 صواريخ سقطت في مناطق مفتوحة بالبلدة دون تسجيل إصابات أو أضرار، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخين فقط، ودوت صفارات الإنذار في 6 مناطق مختلفة بالجليل الأعلى.

وبالمقابل، قال مراسل الجزيرة، قبل قليل، إن 3 غارات جوية إسرائيلية قصفت محيط بلدتي عيترون وزبقين جنوبي لبنان، وأكد رصد تحليق كثيف لطائرات حربية إسرائيلية بالتزامن مع دوي انفجارات قرب الحدود اللبنانية، وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته أغارت خلال الـ24 ساعة الماضية على مناطق الخيام وكفر قانا وجبل البلاط بجنوب لبنان.

وأفادت الوكالة اللبنانية للإعلام بأن الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي واصل التحليق فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا إلى نهر الليطاني طوال الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الجمعة، وسط إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

وقال حزب الله اللبناني إن مقاتليه قصفوا بالأسلحة الصاروخية موقع رويسات العلم الإسرائيلي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين. وأضاف الحزب أن مقاتليه استهدفوا أيضا تجمعا للجنود الإسرائيليين في محيط الموقع وحققوا إصابات مباشرة، وأظهر مقطع فيديو لحزب الله استهدافه موقعا للتجهيزات التجسسية تابعا للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة.

في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن احتمال وقف الحرب في غزة لن يعني بالضرورة وقف إطلاق النار مع حزب الله، وأضاف أن تحقيق الأمان في الشمال -عسكريا أو عبر تسوية- هو ما سيجعل إسرائيل قادرة على التحلي بالهدوء، حسب تعبيره.

وكانت قوات الاحتلال قد أغارت، مساء أمس الخميس، على مثلث بلدات طيرحرفا، وشيحين، والجبين، كما أغارت كذلك، على بلدة الضهيرة 3 مرات متتالية ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات. واستهدفت مدفعية الاحتلال أطراف بلدات الناقورة ويارين والجبين بالقذائف.

وصعّد الجيش الإسرائيلي من حدة القصف الجوي والمدفعي على بلدات وقرى جنوبي لبنان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وأجبر مئات العائلات على النزوح من ديارها، وذلك بالتزامن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

قصف متبادل

وكان مراسل الجزيرة قد أكد، أمس الخميس، إطلاق صاروخين من جنوب لبنان باتجاه موقع إسرائيلي في مستوطنة المطلة بإصبع الجليل الحدودي، مشيرا إلى أن صفارات الإنذار دوت في المنطقة.

وأضاف المراسل أن المدفعية الإسرائيلية قصفت أطراف بلدة الخيام، في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.

وكانت المقاتلات الحربية الإسرائيلية قصفت محيط بلدتي كفرشوبا والجُبَّين اللبنانيتين، خلال الـ24 ساعة الماضية؛ كما أعلن حزب الله أمس تنفيذه 4 عمليات ضد مواقع إسرائيلية، مشيرا إلى أنه قصف موقعي السمّاقة والرمثا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، واستهدف الأجهزة التجسسية في موقع الرادار الإسرائيلي.

كما قال الحزب إن مقاتليه قصفوا بالصواريخ تجمّعا للجنود الإسرائيليين قرب ثكنة زرعيت.

وفي الإطار ذاته، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن أكثر من 500 منزل ومبنى في الجليل الأعلى تضررت بنيران حزب الله منذ اندلاع الحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن بلدات مطلة وشلومي والمنارة هي الأكثر تضررا وتعرضا لضربات حزب الله. كما لفتت الصحيفة إلى زيادة مطردة في استخدام الحزب لصواريخ "بركان" و"فلق 1″ الثقيلة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس بلدة شلومي أن سقوط صواريخ بركان على البلدة أصبح أكثر تكرارا، وأنها أصبحت في خطر حقيقي.

حل سلمي

على الصعيد السياسي، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن لبنان يؤيد الحلّ السلمي في المنطقة.

وأوضح خلال لقائه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في بيروت، أمس الخميس، أنه بحث مع ضيفه سبل إرساء التهدئة في جنوب لبنان والحلّ السياسي والدبلوماسي المطلوب.

وشدّد ميقاتي على تطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701 واستمرار التعاون بين الجيش اللبناني واليونيفيل.

من جهته، شدد كاميرون على أولوية وقف إطلاق النار في غزة تمهيدا للانتقال إلى المراحل التالية للحل، وفق بيان لمكتب ميقاتي الإعلامي.

وتشهد الحدود الجنوبية للبنان تصاعدا ملحوظا بالمواجهات بين حزب الله وإسرائيل التي صعّدت من عملياتها العسكرية، فيما قابلها الحزب برفع مستوى الأسلحة التي كان يستخدمها في وقت سابق.

المصدر : الجزيرة + وكالات