رحلة إلى المجهول.. النازحون من رفح يبحثون عن أمن مفقود

نزوح بعض الأهالي من رفح إلى وسط قطاع غزة
مشاهد نزوح الفلسطينيين من رفح لوسط القطاع انتشرت على منصات التواصل (مواقع التواصل)

يدخل الفلسطينيون النازحون في رفح، الواقعة على الحدود الفلسطينية المصرية والتي لجأ لها أهالي غزة باعتبارها "ملاذا آمنا" بعد الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية في مناطقهم، غمار رحلة نزوح جديدة مجهولة الوجهة بعد ليلة صعبة عاشوها في المدينة وتحسبا لعملية اجتياح محتملة من قبل جيش الاحتلال.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على شمال ووسط القطاع، أثار القصف العنيف مخاوف السكان ودفع العديد منهم للنزوح من مناطقهم إلى مناطق أخرى هربا من الموت.

وما يلبث المواطنون الغزاويون أن يمكثوا في منطقة فيها شيء من الأمان إلا ويعاودوا مغادرتها مجددا للبحث عن أمن مفقود في أرض غزة المحاصرة.

وتستمر رحلة النزوح هذه التي بدأت من الشمال إلى الجنوب ليستقر بهم المطاف في رفح، ثم يعاودوا مرة أخرى رحلتهم التي لا تنتهي بالرجوع إلى وسط القطاع.

وبين كر وفر بين مدن وأحياء القطاع تعب النازحون من الهروب نجاة بأرواحهم وتأمينا لأطفالهم، لكن السؤال الأهم بالنسبة لهم بعد كل الدمار الذي لحق بمنازلهم ومدنهم وفي ظل انعدام شبه تام لمقومات الحياة الأساسية هو "وين نروح؟".

وقد وثق الصحفي الفلسطيني هاني أبو رزق -عبر صفحته على إنستغرام- نزوح الآلاف من الفلسطينيين من رفح بعد قصف عنيف شنه الاحتلال الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة أدى إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى.

ومع انتشار وسم "#رفح" تعليقا على الأزمة الحالية، تفاعل المدونون على مواقع تواصل مع رحلة النزوح الجديدة منتقدين المواقف الدولية اتجاه الحرب الإسرائيلية على غزة ومشككين بوجود أي مكان آمن داخل القطاع.

ورأى آخرون أن آلاف النازحين الخارجين من رفح ذاهبون لمصير مجهول في ظل التوترات المتصاعدة مع استمرار التهديد الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإنسانية في جميع أنحاء القطاع.

ودونت نازحة من رفح معاناتها مع النزوح بالقول: "تركنا المنطقة والبيت والأهل والأصحاب بخان يونس وذهبنا للمنطقة الآمنة التي روج الاحتلال الإسرائيلي لها لنعود اليوم لرحلة نزوح جديدة بعيدة عن أماكن النزوح السابقة".

وتأتي حركة النزوح العكسية من رفح بعد استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات -معظمهم نساء وأطفال- في قصف إسرائيلي عنيف على منازل ومساجد في المدينة الواقعة جنوبي القطاع، في حين دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس مخلفه أكثر من 28 ألفا و176 شهيد و67 ألفا و784 جريحا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي